السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرغب في دعوة أخي الكبير ليصبح صالحا ويعود إلى الله؛ لأنه مثل بقية الشباب في هذا الوقت يحب ما يحبه الشباب من أمور بعيدة عن الدين، وأريد منه التراجع والعودة إلى الله، وأن يسلك طريق الهداية بنفسه، فماذا أفعل معه؟ علما أني قد حاولت سابقا وأخطأت في الطريقة؛ فأصبح أخي لا يتقبل كلامي.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جيداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
هنيئا لك هذه الرغبة في دعوة أخيك للخير، والحرص على استقامته، فهذا من الإحسان والنصح لأخيك.
أختي الفاضلة: هناك وسائل ينبغي أن تراعيها عند دعوة أخيك للخير، حتى يحدث له الاقتناع والاستجابة، ومن تلك الوسائل:
أولا: اللين والرفق في الدعوة، فلا تدخلي معه في حوار حاد أو مناقشات قاسية، أو تطلبي منه بطريقة مستفزة أو غليظة، فالدعوة لا بد من أن تكون بالرفق واللين.
ثانيا: اختيار الأوقات المناسبة، فتجتهدين في النصح والدعوة في الأوقات التي يكون فيها بعيدا عن التوتر أو الغضب أو الانشغال، حتى لا ينفر من النصيحة.
ثالثا: التكرار وعدم اليأس، فإياك أن تيأسي من النصيحة أو تعلني الاستسلام بسبب رفضه أو نفوره، ولكن اجتهدي في النصيحة وتكرارها في كل وقت باللين والحكمة، مع تنويع الأساليب حتى لا يشعر بالملل.
رابعا: الإحسان إلى أخيك وإظهار المودة والحب له، عبر التفاني في خدمته وتقديم الخير له، كذلك بادري بتقديم الهدايا فلها تأثير في النفس، فالإحسان يأسر القلوب.
خامسا: التدرج، فلا تطلبي كل شيء مرة واحدة، ولكن احرصي على المهم فالأهم، ومتى استجاب لشيء اطلبي شيئا آخر بعد فترة، لذلك احرصي على قيامه بالفرائض ثم النوافل وهكذا.
سادسا: خاطبيه بلغة العقل، وأيضا بلغة العاطفة، فكلما وجدت أن المناقشة العقلية مفيدة ادخلي معه في حوار عقلي، يعتمد على بيان مفاسد ما يعمل، ونتائج الانحراف على نفسه وعقله وروحه وحياته، وإن وجدت حوار العاطفة أفضل، فبادري إليه وذكريه بالقرآن والخوف من الله، وأن الله قادر على أن يسلب هذه النعم منه، وذكريه بخطر الاغترار بالشباب والعافية، وذكريه بمصير فلان وفلان من الناس، لعل هذا يفيد في تحريك قلبه.
سابعا: المخالطة للصالحين، فيمكن ترتيب جلسات ولقاءات أو رحلات ترفيهية، يكون فيها صالحون يختلط بهم لتتغير نظرته للصالحين، ويساعده ذلك للخروج من واقعه وعاداته.
أخيرا: عليكم بالدعاء، والتضرع لله تعالى أن يشرح صدره للخير، وإن كان لك أم فأوصها بكثرة الدعاء له، ويمكن أن تشركي غيرك ممن تثقين بهم من محارمك في نصحه والجلوس معه وتذكيره بالخير.
نسأل الله أن يوفقك للخير، ويعينك في دعوة أخيك للخير.