ابنتي تتأثر عاطفيًا بزملاء المدرسة، فكيف أوجهها التوجيه الصحيح؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنتي تبلغ من العمر 11 سنة، أعاني معها بسبب مشاكلها في الحب، فقد جاءت واعترفت لي بحبها لزميلها في الفصل، مع العلم أنها ليست المرة الأولى، وأنا لا أعلم كيفية التصرف الصحيح في مثل هذه المواقف، كما لا أعرف الكلام المفترض قوله، ولا كيفية إدارة حوار من هذا النوع!

أنا خائفة عليها، ولا أريدها أن تبقى عاطفية وضعيفة بمشاعرها، أرجو المساعدة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yosra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- ونشكر لك الانتباه لما يحصل من هذه البنت التي نسأل الله أن يصلحها، وأن يهديها إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

ولعل أول خطوات التي ندعوك لها: إشباع هذه الفتاة عاطفيا، والاهتمام بها، والقرب منها، والثناء على إيجابياتها، وشغلها بدراستها وإذا استطعتم تحويلها إلى مدرسة أخرى بعيدة عن هذه المدرسة -وحبذا لو كانت مدرسة غير مختلطة-؛ فهذا أيضا سيكون نوع من الحلول المهمة، ثم عليك أن تبيني لها أن السير في هذا الطريق ليس في مصلحتها، وينبغي أن تنصرف لدراستها، وأنها كفتاة مسلمة لا بد أن تعرف الحدود الشرعية التي ينبغي أن تلتزمها في مثل هذه الأمور، فإن الفتاة المسلمة ينبغي أن تلتزم في علاقاتها بقواعد وضوابط هذا الشرع، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

ثم لا مانع من أن تبيني لها عواقب ومآلات مثل هذه الأمور، ونقترح عليك الذهاب إلى المدرسة ومقابلة الاختصاصيات أيضا، والنظر إلى ذلك الفتى، ولا مانع من نصحه بأن يبتعد عن الفتاة، وهذا باعتباره ابنا من أبنائك، وأعتقد أن مثل هذه الأمور سيكون لها فوائد، ولكن لا تكون على طريقة التحقيق والتدقيق، ولكن من باب الاهتمام والزيارة؛ لأنك تريدين أن تتعرفي إلى أوضاعها في المدرسة، ويؤسفنا أن نقول: إن مثل هذه السلوكيات أحيانا تعدي، لأنها تصبح نمطا يعتاده هؤلاء الطلاب والطالبات بحكم وجودهم مع بعضهم، نسأل الله أن يهيئ لأمتنا أمر رشد، يباعد فيه بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال.

فالشريعة تهتم بهذا الجانب وتباعد بين أنفاس النساء والرجال، حتى في أطهر البقاع، حتى في صفوف الصلاة، فتجعل خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، نتمنى أن يستمر منك التوجيه لها، والملاطفة لها، والنصح لها، وبيان أن مثل هذه الأمور لا تدار بالطريقة المذكورة، وينبغي أن تهتم بمستقبلها، وأن الوقت مبكر عليها، مثل هذه الكلمات والنصائح اللطيفة، ونتمنى ألا تستخدمي القسوة والشدة، ولكن ينبغي أن يكون هناك حكمة، وإقناع، وحوار، -والحمد لله- هي في مرحلة تعرف عواقب ومآلات الأمور، ويمكن أن تتعلم إذا علمت.

نسأل الله أن يعينك على حسن التوجيه لها، ونتشرف بالتواصل مع الموقع، ونكرر التنبيه لك بأهمية الدعاء لها، والقرب منها، والنصح لها، وزيارتها في المدرسة للتعرف عليها من قرب، والثناء على ما عندها من إيجابيات، وملاطفتها والقرب منها، والعطف عليها، والتعاطف معها، حتى لا تتسول العطف عند الآخرين.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات