السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
ابنة صديقتي في الصف الأول الابتدائي، مستمعة وليست نظامية، وعمرها الآن ست سنوات، والعمر المسموح به للدخول في الصف الأول نظامي عندنا هو سبع سنوات، فهل يصح أن تترك ابنتها في الصف الأول أيضا في العام القادم، أي هل يصح أن ترسبها في صفها ولا تجعلها تترفع للصف الثاني ابتدائي؟
علما أنها طفلة ذكية ونشيطة، والأولى على صفها، لكن أمها تخشى إن جعلتها تنجح إلى الصف الثاني أن تصبح غير قادرة على المتابعة في السنوات القادمة مع بقية الطلاب؛ لأن مناهجنا ليست سهلة وطويلة.
أرجو الرد؟! وشكرا لكم على كل ما تبذلونه من جهد وخير لنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم لك التوفيق والسداد ولصديقتك وطفلتها النجاح والفلاح.
فإنه ليس من مصلحة هذه الطفلة أن نؤخرها عاما آخر، وأرجو أن تستفيدوا من قدراتها العقلية في تحفيظها بجانب الدروس ما تيسر من القرآن والأذكار.
ولست أدري متى سوف تصل دولنا الإسلامية إلى الاهتمام بالفروق الفردية، وتوجيه الطاقات الزائدة، وإتاحة الفرص أمام النابغين حتى يتقدموا ويختصروا الطريق إلى الدراسات العليا، فإنه لا مصلحة في تأخير من يستطيع التقدم وإجباره على أن يسير بسير الضعفاء.
وأفضل من كل ذلك أن ننجح في اكتشاف المواهب الخاصة لكل طفل، فإن الله سبحانه وزع المواهب كما وزع الأرزاق، ومهمة الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات أن ينمو تلك المواهب، وهذا هو أقصر طرق الإبداع والإنتاج.
ومن هنا فإننا ننصح هذه الأخت بعدم تأخير هذه الطفلة، مع ضرورة إعطائها فرص للعب والترفيه وعدم شغلها طول الوقت بالجد والدراسة، حتى لا يدركها الملل، مع ضرورة اختيار ألعاب تستريح لها، وحبذا لو جعلناها تختارها وحدها، فإن ذلك سوف يعطينا معالم المواهب المدفونة، ويساعدنا في اكتشاف الميول المستورة، وإذا تمكنا من تنظيم وقتها وتشجيعها فلا أظن أنها ستواجه مشاكل دراسية، وإن حصل شيء من ذلك فسوف يكون الحل في ذلك الوقت الذي تكون فيه عرفت معنى النجاح وحلاوته، وأدركت كذلك عواقب التقصير.
ولأن الأطفال عندهم طاقات فينبغي أن نأخذهم إلى معالي الأمور، ونشجعهم، ولا نسمعهم الكلمات التي تقلل من اندفاعهم.
وإذا ربينا أطفالنا على طاعة الله والخوف، فإن هذا هو عنوان كل نجاح في الدنيا وفلاح في الآخرة، ولن تستفيد الأمة من متفوق لا يخاف الله ولا يرعى في المؤمنين إلا ولا ذمه، وأقصر طرق الصلاح والإصلاح هو أن يرى الأطفال القدوة الحسنة عند آبائهم والأمهات.
فلنتق الله في أنفسنا، ونعلم أن نجابة الأولاد من نعم خالق العباد، وأن كل نعمة إنما تدوم وتزيد بشكرنا للوهاب.
وبالله التوفيق والسداد.