أشعر بالحزن على أختي بسبب زواج زوجها عليها، فماذا أفعل؟

0 40

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 24 سنة، غير متزوجة، وطالبة دكتوراة.

كلمتني أختي وأخبرتني بأنها أعطت زوجها الموافقة على زواجه من امرأة ثانية، كان وقع الخبر شديدا علي، خاصة وأن أختي -تكبرني ب 9 سنوات- لم تكن تتحدث معي من قبل عن مشاكلها مع زوجها، لكنني تمالكت نفسي، وحاولت أن أسمع حديثها وهي تفضفض عن حالها، وعن ما تعانيه من حزن وكآبة.

سألتني ما رأيي في ما فعلت -أي في إعطائه الموافقة-، أجبتها بأني أقبل الأمر لمعقوليته ومقبوليته من الناحية المنطقية، غير أني لمحت لها أني أخشى عليها من تبعاته على المستوى الاجتماعي، ونظرة الناس لها؛ فقد أخبرتني بأنه يريد المزيد من الأولاد، وهي لم تستطع أن تنجب سوى ولد وبنت، وأن بينهما مشاكل لم يصلا إلى حلها في غضون 12 سنة من زواجهما.

وأخبرتني بأنه ليس من النوع الذي ينكر العشرة، ولا يوجد بينهما أي حقد أو كره، وسيستمر في الاستقرار في بيتها، ولكنه سيسافر إلى زوجته الأخرى بين الفينة والأخرى.

أختي إنسانة واعية بحق الله عليها في أن تستجيب لأوامره، ولا تفعل ما فيه مفسدة لدينها، وأسرتها، والمجتمع، واعية بحق زوجها في الزواج، ولذلك اختارت أن تبقى في بيتها.

أما أنا فقد شعرت بخذلان هذا الزوج، وكرهته، وشعرت بالحقد عليه، أحيانا أقول بأنني سيئة، وخاصة حينما علمت بأن أختي نفسها لا تحقد عليه ولا تكرهه.

أنا أحب أختي، وأحب أن تكون سعيدة في حياتها، وأحب أن تستمر الأمور مثالية في ظاهرها عندما أفكر كم ستحزن من كلام الناس، وكم ستبكي، أشعر بانقباض في صدري، وتشتت يمنعني من إنجاز مهامي اليومية بشكل طبيعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ قطر الندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

لا نشك لحظة في حسن قصدك، ونيتك الطيبة والداعمة لموقفك من أختك، لكن حديثك -أختنا- خطأ من عدة زوايا:

أولا: إنه اعتراض على حكم شرعي مطلوب ومقصود؛ فالتعدد أمر مشروع، كما أن الزوج له الحق في الإنجاب، وعدم مقدرة الأخت على الإنجاب قد يفسد العلاقة الطيبة التي بينهما، ولذلك كانت أختك من الحكمة أن توافق على هذا المقترح، ولو كانت أختي لدفعتها دفعا لذلك إبقاء للود بينهما.

ثانيا: الزوج -كما ذكرت أختك- ليس من النوع السيء، وقد صبر أعواما، ومثل هذا يجب أن يحافظ عليه، واعتراضك هنا قد يدفع الأخت إلى التردد في الفكرة، والإبقاء على ما بينهما من مشاكل، وهذا بلا شك مفض إلى ما لا تحبين وما لا نرضاه، فاحذري من نقل هذه المشاعر إلى أختك، ولو بطريقة غير مباشرة، بل احرصي على دعمها معنويا، وتشجيعها على الصبر والمزيد من الرضا بقرارها وقرار زوجها.

ثالثا: شعورك بالحقد عليه أو كرهه ليس له أي مبرر شرعي أو عقلي؛ فالرجل لم يسئ إليك، ولا إلى أختك، وهي راضية بقراراها، فمن أين أتى هذا الكره والحقد؟

أختنا الكريمة: إن حديث أختك لك دال على قناعتها العقلية والدينية بقرارها، لكنها قلقة من القرار وتبعاته رغم قناعتها بضرورته وحاجته، والنصيحة الواجبة لها اليوم هي: إذا كان الزوج في حاجة إلى الزواج والأولاد -وهو كما وصفت بأنه صالح-، فإن القرار أفضل لك، وله، ولبيتك كله.

هذا هو الواجب عليك فعله ما دامت قد لجأت إليك، وغير ذلك يضرها ولا ينفعها.

نسأل الله أن يقضي لها ولك بالخير، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات