زوجي يكذب ويخفي عني الكثير من الأشياء، فما العمل؟

0 42

السؤال

زوجي يكذب كثيرا، ويتعمد إخفاء ما يدور في حياته من الناحية المادية والعملية، والمشكلة أنني ألاحظ كثيرا وأكتشف دائما كذبه، وفي أغلب الأحيان حتى وإن واجهته بالحقيقة يخبرني أنني أتوهم فقط، أو أنني أبالغ، وأنني لم أفهمه جيدا.

ومن ناحية أخرى: يخفي حتى مشاعره السلبية من ناحيتي.

أريد أن أعرف ما إذا كان مرتاحا معي أم لا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kaoutar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يعينكم على طاعة الكبير المتعال.

لا شك أن الكذب مرفوض، وأن الصمت والغموض أمور تزعج المرأة، ونحن نقدر ذلك، لكن ننصحك دائما بعدد من الأمور، وهي:

- أولا: عليك بالدعاء لنفسك وله بأن يوفقكما الله تعالى ويصلح ما بينكما، وأن يهدي زوجك ويصلحه، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء.
- ثانيا: أرجو ألا تكون هناك مضايقة، أو تعليق، أو كلام كثير مع الزوج؛ لأن هذا يدفع بعض الأزواج بكل أسف إلى العناد والغموض والتهرب.

- ثالثا: نرجو أن تحافظي على أسرار الزوج؛ لأن الزوج إذا خاف على أسراره أن تخرج؛ فإنه عند ذلك يحاول إخفاءها ويهرب بها، وقد يهرب من المنزل.

مع تأكيدنا بأن الذي يحصل منه خطأ، لكن دعينا نفكر سويا في الأسباب التي دفعته لهذا، وهل يا ترى هذا الأسلوب كان واضحا منذ البداية؟ وماذا لو قال لك زوجك وأخبرك بالحقيقة؟ هل ستساندينه وتؤازرينه وتعاونينه؟ أم ستكونين من النوع الذي سيزيد المشكلة إشكالا ويعيب عليه؟ وتتخذوا خطوات ليست في مصلحة الأسرة؟

أكرر رفضنا لأسلوب الزوج، لكن ينبغي أن تعلمي أن الزوج قد يكون السبب في ما يفعل هو نمط وطريقة تعاملك معه، أو قد يكون خوفه من تداعيات الحقيقة إذا أظهرها، ونؤكد رفضنا لهذا الأسلوب، لكن إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا -بتوفيق الل-ه إصلاح الخلل والعطب.

هذا مجرد تفكير خارج الصندوق كما يقال، أما أنت فقد تكوني رائعة، وهذا ما نرجوه، صابرة، وهذا ما ننتظره، مواسية لزوجها، تقدر ظرفه، وتظهر مشاعرها تجاهه، وهذا الذي ننتظره من فاضلة تواصلت مع موقعها، هذا الموقع الشرعي، ونذكرك بأن الحياة الزوجية عبادة رب البرية، فإذا قصر الزوج فلا تقصري، وإذا أخفى مشاعره فأظهري مشاعرك، لأن المحاسب هو الله، والذي يجازي المحسن هو الله، والذي يعاقب من يسيء ويقصر من الأزواج، هو الله تبارك وتعالى.

فساعدي زوجك على الاستقرار، وفري له الأمان والطمأنينة، وكوني مناصرة له ومؤيدة له، وأشعريه بمشاعرك النبيلة، واعلمي أن الزوج يحتاج من زوجته التقدير والاحترام، فإذا وفرت له التقدير والاحترام والاهتمام غمرها بالحب والأمان، وهذا ما تبحثين عنه وتبحث عنه كل أنثى.

نسأل الله أن يعينكم على الخير، ونتمنى أن تشجعي زوجك على التواصل، أو تكتبوا استشارة مشتركة حتى نفهم الوضع بطريقة كاملة، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات