السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا في الثانوية العامة، وأنوي أن أقدم على الابتعاث لمنحة خارجية في بلد إسلامي، وقمت بالاستخارة ولم أشعر بشيء حينها، ولكن الآن أشعر بأنني أريد ذلك، ولكن هناك خوف من شيء أجهله ولا أدري ما العمل؟! هل أبدأ بتجهيز الأوراق لكي أقدمها بسبب شعور الإرادة بعد الاستخارة، أم أعيد استخارتي مرة أخرى بسبب الخوف من المجهول؟ علما أن المنحة تؤمن احتياجاتي من مسكن وراتب وطعام وتأمين صحي، وأنا -والحمد لله- ملتزمة وأحاول الالتزام أكثر في الآونة الأخيرة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نهنئك بما من الله تعالى به عليك من الالتزام، ونسأله سبحانه وتعالى أن يزيدك هدى واستقامة، ويعينك على طاعته.
ثانيا: بالنسبة للاستخارة: لا يشترط بعدها أن يشعر الإنسان بالارتياح أو بعدم الارتياح، وإنما بعد أن يوازن بين الأمور ويستشير المخلوقين؛ يستخير الخالق سبحانه وتعالى، ويدعو بدعاء الاستخارة بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة، ثم يتوكل على الله سبحانه وتعالى، فما يتيسر له من الأمرين فهو الذي اختاره الله تعالى له -إن شاء الله-.
هذا عن حكم الاستخارة، ولو كرر الإنسان الاستخارة فلا حرج عليه في ذلك؛ لأنها دعاء.
ثالثا: نحن لا ننصحك بالسفر للدراسة وحدك، وذلك لتضمن هذا لمحاذير كثيرة، فإذا وجدت المجال الذي يمكنك أن تدرسيه وتنتفعي به في دينك أو في دنياك في بلدك؛ فذلك خير لك وأولى وأفضل، واعلمي أن الأرزاق الدنيوية يكفي للوصول إليها أن يأخذ الإنسان بالأسباب المباحة المشروعة، ولا يظن الإنسان أبدا أنه لن يصل إلى رزق الله تعالى، وإلى ما قدر الله تعالى له إلا إذا ارتكب محاذير وممنوعات! فما قدره الله تعالى لك من الأرزاق في مستقبلك؛ فإنه سيتحقق فيما لو درست في بلدك، ولم ترتكبي شيئا من المخالفات.
أما السفر إلى بلد أخرى منفردة وأنت بهذا السن، وفي هذه المرحلة العمرية؛ فإنه سفر محفوف بكثير من المخاطر، فنصيحتنا لك أن تعرضي عن هذا، إلا إذا أمنت على نفسك أولا فسافرت بمحرم، ثم أمنت على نفسك فعلا في الإقامة في البلد الذي تسافرين إليه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به.