هل اتباعي للأوامر واجتنابي للمعاصي دليل وجود الإيمان؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.

أنا مسلم ملتزم بالصلاة مع الجماعة في جميع الصلوات -الحمد لله-، أقوم بالواجبات الدينية، وأتجنب الكبائر، وأسعى ما استطعت إلى اتباع منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحياة وفي تربية أولادي، إلا أنني أواجه مشكلة كبيرة تعكر علي صفو حياتي؛ حيث إنني في أحد الأيام كنت نائما وحلمت حلما له ارتباط بالدين، وبمجرد أن استفقت فزعا أحسست باضطراب في دماغي، وبدأت الشبهات والوساوس والشكوك في العقائد تهجم علي! لا أعرف ماذا حدث لي، وكأن دماغي أصبح فيه خلل.

أنا على هذه الحال منذ عام ونصف، بالرغم من ذلك قررت الزيادة في الطاعات اعتقادا مني أنها السبيل الوحيد للتأكد من كوني على الإيمان، وما زلت ثابتا عليها -الحمد لله-، أحس أن هذه الطاعات متجذرة في أعماقي ولا أتصور نفسي دونها.

أخاف من أن أكون متشككا في الدين، أو من الذين في قلوبهم مرض، ومن الذين يضمرون ما لا يظهرون بسبب هذه الشكوك، أكره هذه الخواطر التي أصبحت ملازمة لي، وأسأل الله في كل صلاة أن يثبتني على الدين.

سؤالي: هل اتباعي للأوامر واجتنابي للمعاصي يعتبر ضابطا للتأكد من وجود الإيمان في القلب؟ وهل كثرة ورود هذه الأفكار السيئة تعني أن الخواطر استقرت في القلب بالرغم من قيامي بالواجبات الدينية؟

أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الودود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي عبد الودود- في موقعك مرة أخرى، ونسأل الله أن يكرمك، وأن يحفظك، وأن يسترك، وأن يبارك في عمرك وعملك.

أخي: إننا نحمد الله تعالى أن يسر لك الطاعة، وجعلك من أهل الاستقامة، وما تتحدث عنه -أخي- هو أمر طبيعي لا ينبغي عليك أن تقلق منه أو يضطرب فؤادك.

إن الله حد للمسلم حدودا، وجعل فيها طاعات يجب أن تؤدى، وما حرم يجب أن يبتعد عنها، وجعل ذلك من مقومات الدين، وقد جاء في كليات عامة، مثل قول الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}، فإذا حقق العبد ما أمره الله، وابتعد عما نهى إيمانا به، فقد أدى ما عليه، وهذا دليل على إيمانه، وأنت بهذه الرسالة قد أوضحت عقيدتك وحبك لدينك وتمسكك به، فلا تجعل الشيطان يصرفك عن تلك الحقائق، فأنت على خير.

ونحن نرجو منك قراءة إجابتنا الماضية والالتزام بما فيها، وستجد تغييرا في حياتك -إن شاء الله-، مع التأكيد على المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وعلى التزود العلمي، فإن في هذا عصمة -إن شاء الله-.

وفقك الله ورعاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات