العيش مع الزوجة الثانية وترك الأولى لسوء خلقها!

0 6

السؤال

متزوج منذ 10 سنوات، ولي 3 أطفال، وأبرز مشاكلي معها (العناد، الندية، كسر الأوامر في حالة الخصام) جميع مشاكلي كنت أحاول أعالجها، وأصبر على ما يمكن الصبر عليه، لكن -للأسف- فهي لا تطيق والدتي أبدا؛ لأن الوالدة نصوحة، وتحب أن تعيش الزوجة بعاداتنا وتقاليدنا (المحافظة) بخلاف طبيعتها المنفتحة، فيحصل صدام، وكان نتيجة الصدام أن مدت يدها على الوالدة بضرب مبرح.

نتيجة لذلك طلقتها، وأسكنتها ببيتي، وأنا خرجت منه، وعملت لها ورقة عرفية بحقها بالسكن بالبيت؛ لأني لا أريد لأولادي أن يتربوا عند أهلها، لقلة التدين في تلك الأسرة، قررت الزواج بالثانية، لكني انصدمت بصعوبة الأولاد، وفراقهم، وتدخل أهلها بشكل سافر في التربية والعناد.

قررت إرجاعها لعصمتي، وخصوصا أنها ما زالت في فترة العدة، ولكني نفسيا لا أريد النوم معها، وهدفي هو الجلوس مع الأولاد، والمكوث عندهم، ثم المبيت عند الزوجة الثانية، فهل يجوز لي هذا الفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ونسأل الله أن يسعدك ببر والدتك، ونؤكد الاهتمام بالوالدة، فهي المقدمة في كل الأحوال.

وما حصل من الزوجة عمل مرذول لا يقبل، وما قمت به من عقاب لها أرجو أن يكون قد أثمر، وأعتقد أنه كاف، وإذا كانت الوالدة راضية -وعليك أن تجتهد في إرضائها- فمن المصلحة أن تعيد وترجع الزوجة إلى عصمتك؛ لأن الأمر -كما ذكرت- بأن بيئة أهلها ليست بيئة صالحة، وأيضا الأولاد لا يمكن أن يعيشوا على الصلاح في ظل هذا التوتر الحاصل بينكما.

نحن نؤيد فكرة إرجاعها، مع اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها من إلحاق أي أذى بالوالدة، وأعتقد أن إبعاد الوالدة منها، وإبعادها من الوالدة سيكون فيه الخير الكثير، ولا مانع من أن تكون الوالدة مع الزوجة الثانية، التي نتمنى أيضا أن تكون قد أحسنت اختيارها، ممن يراعي الأعراف والتقاليد والعادات، ولله الحمد معظمها تنبع من هذا الشرع، الذي هو دعوة إلى الستر والخير.

على كل حال: أعتقد أن الوالدة لن تمانع، نحن نتكلم بلسان الوالدين دائما، حتى لو أساءت زوجة الابن، فإنهم يريدون أن تستمر العلاقة، خاصة في حال وجود الأطفال، فقد يتضررون من الخصام، ويتضررون من المشاكل والخلافات الأسرية.

نحن نؤيد إرجاعها لعصمتك، والاستفادة من فترة العدة أيضا، ومسألة الحق الشرعي الخاص هذا سيأتي مع الوقت، إن رأيت منها أدبا واعتذارا وتوبة ورجوعا، فأرجو أيضا أن يعود هذا الجانب، لما له من أثر على استقرارها، الذي ينعكس تلقائيا على الأبناء.

ونتمنى أن يكون في هذا الذي حصل موعظة لها، ولا نريد أن يطول الحرمان لها من الحق الخاص؛ لأن هذا يلحق بها الضرر، وسينعكس سلبا أيضا على الأبناء، من خلال توترها وعدوانها عليهم، وإعلانها لمشاعرها السالبة تجاه والدهم، لذلك أرجو ألا تصل المسألة إلى هذا الحد، والطلاق أصلا للأدب وللتوجيه وللتصحيح، ونتمنى أن تكون قد اتعظت وانتفعت من هذا الذي حصل، جراء عدوانها على الوالدة.

نسأل الله أن يرزقك بر الوالدة، وأن يعينك على الإنصاف أيضا بين الزوجات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات.

مواد ذات صلة

الاستشارات