الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكون مخطئةً بطلب الطلاق من فاسق للزواج برجل صالح؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ سنوات، ولدي أطفال. زوجي لا يصلي، ولا يصوم، ولا يغتسل من الجنابة لعدة أيام، ويسب الدين، ويكفر، وهو الآن في ضائقة مادية شديدة، ولا يستطيع توفير شيء لنا، ولم أعد أحبه، وأريد طلب الطلاق، وبصراحة أحب شخصًا آخر، ولكنه لم يقل لي اطلبي الطلاق، ولم يتدخل، ولكنني أريد الطلاق حتى أتزوج برجل صالح، كما أني أحبه، فهل أكون بذلك على خطأ؟ مع العلم أنني خائفة جدًا من الطلاق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يجعل لك من أمرك يسرًا، ونحن ننصحك -ابنتنا الكريمة- بأن تكوني حسنة العلاقة مع الله -سبحانه وتعالى-؛ فإن بيده مقاليد السماوات والأرض، فإذا اتقيت الله سيجعل لك فرجًا ومخرجًا، فقد قال -سبحانه وتعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)، وقال سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ).

فأحسني علاقتك بالله بأداء الفرائض، واجتناب المحرمات، واحذري كل الحذر من أن يجرك الشيطان إلى ما تندمين عليه حين لا ينفعك الندم؛ فإقامة علاقة مع شخص أجنبي عنك خطر عظيم، ومزلق كبير، قد يجرك الشيطان من خلاله إلى مصائب في دينك ودنياك، فاحذري كل الحذر من فتح هذا الباب على نفسك.

وأما طلب الطلاق من هذا الزوج الذي وصفته بكل هذه الأوصاف السيئة في سؤالك: فهذا الطلاق مشروع، بل يجب عليك أن تبادري إليه، ما دام قد وصفته بهذه الأوصاف من سب الدين، والكفر بالله -سبحانه وتعالى-، فلا يجوز لك البقاء معه، وخلصي نفسك منه بأي طريقة تقدرين عليها، وسيجعل الله تعالى لك فرجًا ومخرجًا، وخذي أطفالك معك ما استطعت إلى ذلك، ولا تتركيهم ليتولى تربيتهم وشؤونهم هذا الرجل؛ فإنه سينشئهم على ما يعتاده هو.

فإذا تمكنت من أخذ أطفالك، وقدرت عليه، فخذيهم، وسيجعل -الله تعالى- لك فرجًا، واحتسبي أجرك على الله، وأملي في فضل الله تعالى؛ فإن بيده خزائن السماوات والأرض، وسيجعل لك فرجًا ومخرجًا لا محالة، فأحسني ظنك بالله، وتوكلي عليه، وإذا فارقت هذا الرجل، ورأيت الرجل الآخر صالحًا للزواج، ويرغب بالزواج بك، فاستخيري الله سبحانه وتعالى، وشاوري العقلاء من أهلك ممن حولك، ثم توكلي الله، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وييسر لك كل أمر عسير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً