أتعامل مع الناس بقسوة حتى يحترموني، فما الأسلوب الصحيح؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا شيخنا أريدك أن تنصحني، ماذا علي أن أفعل؟ وكيف أعمل؟ فأنا لا أعرف أن أكون إنسانة رحيمة، لينة القلب، الناس يؤذونني جدا ويظنون أني ضعيفة، وعندما أكون شخصية شديدة وصارمة في تعاملي، أجد الناس تحترمني، ولا أحد يقدر علي.

أنا لا أريد أن أكون شخصية قاسية، ولا أريد لأحد أن يتجرأ علي، ولا أريد من الدنيا أن تغيرني، أريد أن أكون كما أنا، وأن تكون شخصيتي شخصية طيبة، قلبها أبيض، لا تحمل لأحد غلا ولا حقدا ولا ضغينة، كما يقول الناس: (قلبها طيب) وحقيقة أنا نفسيا متعبة، ولا أدري كيف أتعامل مع الناس، أرجو نصحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في موقع استشارات إسلام وبب، ونحن نتفهم ما تمرين به، ونقدر رغبتك في الحفاظ على طيبة قلبك ورحمتك في عالم قد يبدو قاسيا أحيانا، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التوازن بين القوة واللين من الناحية النفسية:

1- بناء الثقة بالنفس أمر أساسي، عندما تكونين واثقة من نفسك ستتمكنين من التعبير عن رأيك، والدفاع عن حقوقك بطريقة تحترمين فيها نفسك والآخرين.

2- من المهم وضع حدود واضحة في تعاملك مع الآخرين، فيمكنك أن تكوني طيبة ورحيمة، وفي الوقت نفسه يمكنك ألا تسمحي للآخرين تجاوز هذه الحدود أو الإساءة لمعاملتك.

3- يمكنك أن تكوني لينة القلب، وفي نفس الوقت تحافظين على موقف حازم عند الحاجة، اللين لا يعني الضعف، بل يمكن أن يكون مصدر قوتك.

4- تعلمي كيفية التعبير عن مشاعرك بطريقة صحية، يمكن أن يكون التحدث مع صديقة موثوقة، أو كتابة يوميات، وسيلة لفهم وإدارة مشاعرك.

5- إذا كان هناك أشخاص في حياتك يجلبون لك السلبية أو يجعلونك تشعرين بالضعف، حاولي قدر الإمكان تجنبهم أو تقليل التعامل معهم.

6- اعتبري كل تجربة فرصة للتعلم والنمو، فكري في كيفية تعاملك مع المواقف الصعبة، وما يمكنك تعلمه منها.

7- استثمري في تطوير نفسك، سواء من خلال القراءة، حضور ورش عمل، أو الانخراط في أنشطة تحسن من مهاراتك الشخصية والاجتماعية.

8- إذا شعرت بأن الضغوط تؤثر على صحتك النفسية، لا تترددي في طلب المساعدة من متخصص.

9- تذكري أن كونك طيبة القلب لا يعني أن تسمحي للآخرين بالتقليل من قيمتك، أنت قوية بطيبتك ورحمتك، ويمكنك دائما العثور على التوازن المناسب بين القوة واللين.

كونك دكتورة، لديك دور مهم في المجتمع ومسؤولية كبيرة، وهذا يعني أنك تمتلكين قوة داخلية وقدرة على التأثير في حياة الآخرين، إضافة إلى النصائح السابقة، هنا بعض الأفكار الإضافية التي قد تساعدك في مواجهة التحديات اليومية، مع مراعاة الجوانب الإسلامية:

1. في الإسلام، يعتبر الصبر من أعظم الفضائل، حاولي مواجهة التحديات بصبر وتحمل، وتذكري أن الله يجزي الصابرين، كلما شعرت بالإحباط أو الضغط، تذكري قول الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر: 10].

2. اجعلي نيتك في التعامل مع الآخرين من منطلق إرضاء الله والبحث عن رضاه، هذا يمكن أن يساعدك على تجاوز الشعور بالإحباط أو التعب نتيجة تصرفات الناس، (إنما الأعمال بالنيات).

3. أنت دكتورة، لديك القدرة على التأثير في حياة الناس بشكل مباشر، استخدمي هذه القدرة بحكمة، بموازنة بين الرحمة والتعاطف مع المرضى والحزم عند الحاجة، (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) [آل عمران: 134].

4. في أوقات الشدة، ارفعي يديك بالدعاء واطلبي من الله العون والهداية، التوكل على الله واليقين بأنه سيفتح لك أبوابا من رحمته يمكن أن يكون مصدر قوتك، (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) [الطلاق: 3].

5. في مهنة مثل الطب، من السهل أن تنغمسي في العمل وتهملي احتياجاتك الشخصية، تأكدي من تخصيص وقت لنفسك، لراحتك ولأنشطتك التي تحبينها.

6. في كل يوم، يمكنك أن تجدي الرضا في عملك من خلال مساعدة الناس وتقديم الرعاية لهم، هذا العمل النبيل يعد عبادة في حد ذاته، وتذكري أن خير الناس أنفعهم للناس.

7. كل تحد تواجهينه هو فرصة للتعلم والنمو، استخدمي هذه التجارب لتصبحي أقوى وأكثر حكمة، واعتبري هذا الأمر جزءا من الاختبار الرباني لنا، (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) [الملك: 2].

تذكري أن دورك كدكتورة يعطيك مكانة خاصة وفرصة لإحداث فارق إيجابي في حياة الناس، وهذا في حد ذاته يمكن أن يكون مصدرا للقوة والإلهام.

رزقك الله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات