السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي رجل مطلق، عنده ولد من زوجته السابقة التي خلعته في المحكمة، وهو قريبي، تزوجنا بعد الطلاق بثلاث سنوات، ولكنه ما زال متأثرا من زواجه الأول، فلو ارتكبت نفس الأخطاء فإنه يتوقع مني أن أفعل كما فعلت زوجته السابقة فيبادر ويطلقني! وبالفعل طلقني مرتين، الأولى أمام أهله، والثانية عند المأذون دون علمي.
أسعى وأبادر لمصالحته دائما، وأبحث عن الصالحين حتى يتدخلوا بيننا للصلح، وفي آخر خلاف وقع بيننا ترك البيت وذهب إلى منزل أهله منذ 6 أشهر، ورفض كل محاولة للصلح، ويتهرب مني ومن الناس، ولو اجتمعنا في مكان ما يفضل الاختباء، أو يجري تاركا المكان، أو يخفي وجهه حتى لا أراه، فهل هو مريض نفسي؟
حاليا زوجي يرفض كل محاولة للصلح، سواء كانت من الأهل أو المشايخ، لم يطلقني حتى الآن؛ لأنها الطلقة الأخيرة، ويقول: لا أريد تطليقها، سوف أتركها هكذا حتى تربي ولدي، ويقصد ولدي الذي أنجبته منه، وليس ولده من الزوجة السابقة.
زوجي مهندس، ومستوانا الاجتماعي والمادي جيد، ولكننا نفتقر للتفاهم ولا يوجد بيننا أي ترابط أسري، ودائما ينتقم مني، لا أنكر بأننا جميعا لدينا عيوب، لكنه يرفض مسامحتي، وطلبت من والدته التدخل بيننا، فقالت: (إن عاد فسيعود لأجل بكائي، وخجله من الناس، وليس لأجلك أو لأجل الأولاد والأسرة)، عيرتني بهذا الكلام!
علما أني لم أترك البيت في وقت غضبه، بل على العكس أبقى بانتظاره حتى يعود، فهو الآن ترك البيت منذ 6 أشهر، ولكنه يرسل لنا المصروف، وما زلت في المنزل ولم أذهب إلى بيت أهلي، ما زلت أنتظر عودته، فكيف أتعامل معه؟ وكيف أعرف إن كان مريضا نفسيا، أم أنه مجرد تمثيل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يهدي زوجك، وأن يصلح حاله إنه جواد كريم.
أختنا: لا يستطيع أحد أن يحكم على غائب بأنه مريض نفسي، لا يملك أن يثبت أو ينفي حتى يتحدث طبيب مختص مع الشخص المعني، ساعتها يكون التشخيص معتبرا.
لكن عندنا هنا عدة ملاحظات:
1- الزوج مدرك أن هذه الطلقة هي الأخيرة، وقد رفض النطق بها؛ وهذا يعني أنه مستوعب للمآل وغير راغب فيه.
2- الزوج حريص على إرسال النفقة الشهرية، وهذا يؤكد رغبته في الحفاظ على البيت.
3- الزوج تعليمه جيد، ومستواه جيد، وتركه البيت هذه الأشهر كلها دال على أن هناك ما أتعبه وأرهقه.
نحن بالطبع لا نعرف طبيعة ما أتعبه، ولا نستطيع أن نحكم عليه، وهل هو مبالغ أم لا؟ لكن ننصحك بما يلي:
1- الاستمرار في المحافظة على بيتك وعدم الخروج منه، فهذا دال على خلقك وعقلك.
2- التواصل الإيجابي مع أهل الزوج، والاطمئنان عليه عن طريقهم، والاجتهاد في إرسال رسائل تقدير له.
3- الاجتهاد في أن يلتقي بولده كلما سنحت الفرصة، فإن عاطفة الأبوة تثار باللقاء.
4- مراجعة ما دار بينكما طيلة فترة الزواج، واكتشاف العيوب التي وقعت منك، فلا شك أن العيوب لا يخلو منها أحد، لكن وضعها أمام ناظريك أمر جيد.
5- الوسطاء يقربون المسافات، وهو اليوم وإن كان لا يستمع إليهم إلا أن الزمن جزء من العلاج؛ لذا لا حرج أن تتخيروا من بين الناس من يحبهم الزوج ويحترمهم ثم تدخلوهم في المشكلة.
افعلي هذا مع الإكثار من الدعاء، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة أو الاستماع إليها كل ليلة.
نسأل الله أن يصلح الحال، وأن يرد زوجك إليك سالما معافا إنه جواد كريم، والله الموفق.