السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هل هناك علاقة بين الحجامة والعلاج النفسي؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ارام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن الحجامة معروفة لدى العرب من زمن بعيد، وهي من الوسائل العلاجية المعروفة أيضا في الحقبة الإسلامية، والذي أود أن أقوله أنه من المؤكد أن هنالك للحجامة فوائد كثيرة، وهي بكل تأكيد وردت في الطب النبوي، وهذا يجعلنا نعتقد بأنها مفيدة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.
حقيقة لفترة طويلة ظل العلماء في حيرة من فائدتها، وما هي الوسائل التي تعمل بها، ولم يتوصل العلماء لحقائق كاملة، ولكن الحمد لله في السنين الأخيرة توصل العلماء إلى بعض الحقائق الجزئية، وهذه الحقائق كالآتي:
وجد أن الحجامة وإخراج الدم الفاسد، ومجرد الاستشعار عن طريق قطع الجلد؛ يؤدي إلى إفراز مواد داخلية في المخ تعرف بأفيونات المخ؛ أي مثل الأفيون، وهي تسمى باللغة الإنجليزية بـ(إندرفنز Endrophines)، وقد اكتشفتها مجموعة من العلماء في جامعة أبردين في اسكتلندا عام 1967.
وجد أن الجسم إذا تم استشعاره بصورة معينة، يؤدي إلى إفراز هذه المواد، والحجامة هي نوع من هذه الاستشعارات، وكذلك الكي، وكذلك الإبر الصينية تؤدي أيضا إلى إفراز هذه المواد، وحين سميت هذه المواد بأفيونات يعني أنها مسكنة ومفيدة ومريحة ومزيلة للآلام الجسدية وحتى للآلام النفسية؛ خاصة الآلام النفسية التي تكون مرتبطة بالقلق والتوتر، ويعرف أن الحجامة أيضا مفيدة جدا في علاج الصداع؛ خاصة الصداع العصابي أو العصبي الذي يكون مقرونا بالقلق والتوتر في معظم الأوقات.
لا شك أن هذا الاكتشاف يعتبر اكتشافا جزئيا، ولابد أن للحجامة فعاليات أخرى وأسرارا أخرى لم يكتشفها العلم، هذا الذي أود أن أقوله، وأنا أؤمن بفائدتها، ولكن حقيقة لابد أن يكون هناك تحوط وحذر فيمن يقوم بها أو فيمن يذهب إليه الشخص من أجل الحجامة؛ لابد أن تكون المعدات معقمة، وهذا أمر ضروري جدا، وأعرف أن الكثير من الهيئات الصحية في الكثير من الدول تقوم بعمل رقابة على ذلك؛ لأن المعدات الغير معقمة بصورة صحيحة قد تؤدي إلى نقل بعض الأمراض، خاصة الالتهاب الكبدي الوبائي، هذا هو الذي وددت أن أنصح به.
وبالله التوفيق.