نجحت بقدراتي وهناك من يدعي مساعدتي ليمن عليّ، فكيف أتصرف معه؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب نجحت في مسابقة للتوظيف بجهدي الخاص، ولكن هناك شخصا من العائلة دائما ما يقحم نفسه، وينسب الفضل إليه، مدعيا أنه السبب في نجاحي، وذلك ليحظى بفرصة أن يمن علي أمام العائلة والناس.

سؤالي: كيف أتعامل مع هذا الشخص المنان؟ فهذا الأمر يشغل بالي كثيرا، فكيف أتخطاه؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hamzaoui حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونهنئك على نجاحك في فرصة الاختبار للعمل، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يبارك لك في الرزق، وان يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

من الناس -كما قلت- من يحب أن يحمد بما لا يفعل، ولكن ذلك لا يضرك، فامض فيما أنت فيه، وتجاوز عن مثل هذه الأمور، ولا تلتفت لأمثال هؤلاء، لأن أمثالهم في الناس موجود، والإنسان لا ينبغي أن يكلف نفسه بجعل الناس يسيرون على ما يريد، فالناس مختلفون وهم معادن، كالمعادن التي خلقها الله -تبارك وتعالى-، فيها الغالي الثمين، وفيها الرخيص الذي لا يعبأ له.

اجتهد في أن تؤدي عملك على أكمل وجه، وأخلص في الوظيفة التي هيئها الله لك، فهي باب الرزق والخير، والإنسان إذا وجد عملا أو وظيفة يجب عليه شرعا أن يلزمها، ويحافظ عليها، وأن يطور مهاراته، ويستكمل عناصر القوة فيها، لأن الوظيفة تحتاج إلى قوي أمين، وتحتاج إلى أن يكون صاحبها حفيظ عليم، معنى ذلك أنه يؤتمن على العمل، يطور ما عنده من قدرات ومهارات، يجتهد في الاستفادة ممن سبقوه في هذه الوظيفة، يبتكر في هذا العمل الذي سخره الله -تبارك وتعالى- له.

نكرر دعوتنا لك بالتغافل عن هذا القريب المذكور الذي يريد أن ينسب الفضل له، وإذا تكلم في هذا فلا تلتفت له، ولا تنزعج مما يحصل منه، ولعلك تتفق معنا أنه يفعل هذا مع الآخرين، والناس بعد مدة سيعرفون أنه يبالغ، وأنه يريد أن يحمد بما لم يفعل، فلا تركز معه وركز على الوظيفة التي تقدمت لها، ووفقت إليها، واجتهد في الوفاء؛ لأن الإنسان إذا عمل عملا ينبغي أن يتقنه، إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه.

بل نحن نريد أن تصل بعد الإتقان إلى الإحسان، لأن الإحسان مع مراقبة لله -تبارك وتعالى-، هو من تمام التقوى، واعلم أن الإنسان ينبغي أن يراقب الله في وظيفته وعمله، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يبارك لك في الرزق، وأن يعينك على النجاح، وأن يحقق لنا ولك الفلاح.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات