السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سعيد بوجودي في هذا الموقع المتميز.
أنا معلم لغة عربية للمرحلة الابتدائية، ودائما أشعر بأن صوتي يتغير مع ارتفاع صوتي مع التلاميذ، وأريد دواء أستمر عليه؛ لأن ذلك يحتاج إلى صوت واضح.
أيضا منذ ثلاثة أشهر وأنا مستمر على دواء الريميرون، نصف حبة -والحمد لله- حالتي تحسنت بنسبة 80%، فهل يمكن أن أستمر على هذه الجرعة لمدة طويلة؟ وهل هناك علاج للكوابيس التي أحلم بها بسبب الريميرون؟
بارك الله فيكم، وجعلكم عونا لكل محتاج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بصرى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة في حق إسلام ويب، ونحن سعداء بمشاركتك في هذا الموقع.
أخي الكريم: بالنسبة للتغير في الصوت؛ فطبعا التحكم في الصوت ودرجته هي إحدى المهارات الاجتماعية المطلوبة حين يخاطب الإنسان أناسا آخرين، والمهارات الاجتماعية الأخرى هي: تعبير الوجه، ولغة الجسد، مثل: حركة اليدين، هذه الثلاثة - أي الصوت ودرجته، وكيفية إخراجه، وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد - مطلوب جدا أن يتدرب الإنسان على أن يضبطها ويحسن من إيقاعها، وهذا ليس بالصعب أبدا.
فيمكن مثلا مشاهدة المذيعين كيف أنهم يتحكمون في أصواتهم ومهاراتهم الاجتماعية، والخطباء في المساجد أيضا -ما شاء الله- معظمهم لديه مقدرة كبيرة في حسن التواصل الاجتماعي الصحيح.
وأنا أنصحك بأن تذهب وتقابل طبيب أنف وأذن وحنجرة، ليفحص الحبال الصوتية، ليتأكد أنه لا توجد لديك لحميات، هذه تظهر في شكل حبيبات صغيرة على الحبال الصوتية، وقد تجعل الصوت مضطربا من حيث الارتفاع والانخفاض.
لا تنزعج لكلامي هذا، هذا احتمال ضعيف، لكن وددت فقط أن ألفت نظرك أن الفحص عن طريق طبيب الأنف والأذن والحنجرة ليتأكد من وضع الحبال الصوتية، هذا قطعا سوف يكون مفيدا جدا بالنسبة لك.
وأيضا عليك أن تدرب نفسك على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين الشهيق، وتمارين الزفير، وكلاهما يجب أن يكون بقوة وبطء، الشهيق يكون عن طريق الأنف، يعقبه مسك الهواء في الصدر، حصر الهواء، ومن ثم يأتي بعد ذلك الزفير، وهو إخراج الهواء بقوة وبطء، نحن ننصح بأن يكون الشهيق عن طريق الأنف، والزفير عن طريق الفم، الشهيق يستغرق تقريبا 8 ثوان، يعقبه حصر الهواء أو مسكه في الصدر لمدة 4 ثوان، ثم بعد ذلك الزفير، والذي يستغرق أيضا 8 ثوان.
هنالك برامج كثيرة توجد على اليوتيوب، توضح كيفية تطبيق تمارين التنفس المتدرجة، فأرجو أن تستفيد منها.
طبعا بصفة عامة أنصحك أن تتكلم بصوت متوسط، ليس بالصوت العالي وليس بالصوت المنخفض، هذا يجعل الحبال الصوتية في حالة استرخاء، وأيضا يمكنك أن تقرأ موضوعات أو ترتجلها وتقوم بتسجيل صوتك ثم تستمع إليه، غالبا سوف تجده متوازنا جدا، وإن كان هنالك أي نوع من الأشياء التي تحتاج إلى تعديل في الصوت سوف تقوم بذلك، وتجرب أن تسجل مرة أخرى وتستمع، وهكذا، هذا تمرين أيضا مفيد جدا، ويعطي الإنسان ثقة في نفسه.
بالنسبة لعقار (الريميرون) فهو دواء ممتاز جدا، والدواء بجرعة نصف حبة - أي 15 مليجراما - يفيد كثيرا في تحسين النوم، وإزالة القلق والتوترات.
الريميرون لا يؤدي إلى أحلام مزعجة أو كوابيس، هذا الكلام نسمعه من بعض الناس، لكن علميا ليس هنالك ما يثبت ذلك، الكوابيس والأحلام غالبا يكون أسبابها القلق والتوتر، والإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، أو بسبب تناول أطعمة ثقيلة أو دسمة في وقت متأخر من الليل، أو الإكثار من شرب الشاي والقهوة، أو لعدم الالتزام بالأذكار، هذه كلها تؤدي إلى الكوابيس المزعجة، فأرجو أن تصحح مسارك حسب ما ذكرته لك من أسباب قد تؤدي إلى الكوابيس، وذلك من خلال تجنب تلك الأسباب.
وأيضا الريميرون تناوله ساعة قبل النوم، ولا تذهب إلى الفراش مباشرة حين تتناول الدواء، هو دواء ممتاز جدا، ومهما استمر الإنسان عليه - أي لمدة طويلة - فليس منه أي مخاوف، فقط قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، وإذا حدث شيء من هذا يجب أن تتخذ التحوطات التي تؤدي إلى إنقاص الوزن.
ومهما كان السبب الذي تتناول الريميرون من أجله، عليك بالآليات العلاجية الأخرى، عليك بممارسة الرياضة، وتنظيم وقتك، وتجنب النوم بالنهار، والتفاؤل، والتفكير الإيجابي، والحرص على العبادات، وكذلك الحرص على التواصل الاجتماعي، هذه كلها آليات علاجية مفيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.