كيف أتخلص من التفكير بشاب تعلقت به؟

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في السنة الأولى من الجامعة، كنت تعلقت بشخص في الثانوية وأعجبت به، وهو دائما في تفكيري، علما أنه ملتزم ويعمل في صيدلية قريبة من بيتنا.

كنت أذهب دائما لأشتري من الصيدلية حتى أراه، ولكن عند دخولي الصيدلية كنت أغض بصري عنه، وبعد ذلك قررت ألا أذهب مرة أخرى، وعاهدت ربي أن لا أذهب، وحاولت الابتعاد، ولكن قلبي متعلق به، وما زلت أفكر فيه، وقلت لنفسي عند دخولي للكلية لن أفكر فيه، والسؤال هنا: كيف أتخلص من التفكير فيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

رسالتك -أختنا الفاضلة- تدل على خير فيك، وعلى حرص على طاعة الله عز وجل، وعلى رغبة في الصلاح، وهذه -والحمد لله- بداية سليمة لمن أرادت السلامة لنفسها ودينها وأهلها، ونسأل الله أن تكوني منهم.

اعلمي أن هذه المرحلة التي تعيشينها لها تغيراتها الطبيعية، والشيطان يقظ لها ومنتبه، ومتربص بك ليصرفك عن التدين ويعلق قلبك بالهوى الذي يضر ولا ينفع، يفعل هذا مع الجميع، والفتيات أمام هذا الإغواء على قسمين:

- من أسلمت عاطفتها للهوى وتركت حبال عقلها للشيطان ونحت تدينها أو كادت؛ فهلكت وضلت.

-هناك من علمت يقينا أن الأقدار ماضية، وأن من كتبه الله لها زوجا فسيكون، وأن السلامة في الحفاظ على الدين، وأن العزة في المحافظة على القيم والأخلاق؛ فنجت وسعدت وصانت نفسها وحفظت أهلها وأرضت ربها، ورزقها الله الزوج وهي كريمة مصانة، وشتان بين الأولى والثانية، ولو علمت وآمنت كل الفتيات أنها لن تأخذ إلا ما قدره الله لها لمرت عليها تلك المرحلة بسلام.

أختنا: إن ما تحدثت عنه من محاولة الانصراف عن الشاب وعدم ذهابك إلى الصيدلية أمر جيد لكنه غير كاف، هو البداية لكن لابد معه من دعامات -سنتحدث عنها بعد قليل- ولكن قبل ذلك عليك أن تعلمي أن وسيلة الشيطان لتحقيق هدفه يكمن في عدة أمور:

1. إشراك القلب -الذي كان هادئا وساكنا وعامرا بذكر الله تعالى- ببديل وهمي مصطنع.
2. ثم تأتي مرحلة التفكير وكثرة الشرود الذهني في الشيء البديل.
3. ثم تتبع أخباره ولو بالاحتيال أو عدم الحاجة كما حدث معك.
4. ثم زراعة وهم الفرح الكاذب، وهو شعور أريحي يقذفه الشيطان في القلب كلما جاء ذكر هذا البديل، أو تلك النشوة التي تعتري المرء عند التفكير فيه.
5. ثم تضخيم هذا البديل في النفس حتى تصل الفتاة إلى مرحلة تؤمن فيها أن الحياة لن تستمر إلا به، ولن تستقر بدونه، وأنه السعادة التي ليس بعدها سعادة.
ثم الخاتمة إما إلى نار تلظى أو زواج منقوص كرامة المرأة فيه!

عليه فأول الإصلاح يبدأ من فهمك الصحيح بوسائل الشيطان، وإيمانك العميق بأن كل خطوة إليه هي مرحلة من العذاب ولا بد أن تتبعها مرحلة أخرى، فالنظرة التي كانت تكفيك البارحة لن تكفي اليوم، ولا بد من شيء أكثر، وهكذا ينمي الشيطان في قلبك هذا الوهم المحرم، فانتبهي يرحمك الله، ثم عليك مع هذا الانتباه ما يلي:

أولا: الإيمان التام والقاطع بأن قدر الله غالب، وهذا الشاب لو كان في القدر زوجك فلن يكون لغيرك، والعكس بالعكس.

ثانيا: الإيمان بأن ما قدره الله لك سيكون في الوقت الذي أراده الله، لن يعجل بالقدر حرص حريص، ولا تعجل متعجل.

ثالثا: الإيمان بأن أقدار الله لا تنفك عن حكمته، فليس كل ما يراه العبد خيرا هو الخير والعكس بالعكس، وهذا بعض قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [البقرة: 216] فما يدريك أن هذا الشاب سيكون مصدر عذابك وعنائك، وقد رأينا كثيرا من الأخوات حاربت وتنازلت، وقاطعت رحمها للزواج من شاب، ثم تبين العكس، وظلت حبيسة ماض مؤلم وغد بائس، فلا هي قادرة على العودة إلى أهلها، ولا على إصلاح زوجها، ولا على السلم والأمان الذي كانت تعيشه قبل الزواج.

رابعا: اعلمي أن أحد أهم وسائل الشيطان للوصول إلى مبتغاه: الفراغ الذي يولد كثرة التفكير فيما حرم الله، فاقطعي عليه تلك الوسيلة بما يلي:
1- الانشغال العقلي بالمذاكرة أو الدراسة أو القراءة الحرة.
2-الانشغال الروحي بالصلاة والذكر وقراءة القرآن.
3- الانشغال النفسي، وذلك بطمئنتها دائما بأن قضاء الله هو الخير، وأن الله أعلم بما يصلح وما لا يصلح، ويكفيك الدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح دون تحديد شخص بعينه؛ حتى لا يستغل الشيطان الدعاء بتذكيرك به.

أختنا الكريمة: لا تفكري في الشاب، ولا تحاولي السؤال عنه، ولا تتبعي أخباره، وستجدين مثل هذا التعب في البداية لكنه أهون ألف مرة من الانخراط في العاطفة التي خاتمتها السوء، والعياذ بالله.

أنت الآن تعالجين ما أخطأت فيه ولا بد من تعب حتى تصلي إلى السلام النفسي والإيماني الذي كنت عليه، ومع صعوبته إلا أنك في مرحلة أفضل بكثير من غيرك، فاحمدي الله على ذلك ولا تعودي خطوة للخلف فتندمي، واتخذي من والدتك -دون غيرها- وسيلة للأمان.

هذا هو الطريق لمن أراد السلامة، ونسأل الله الكريم أن يعينك، وأن يثبتك، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات