تغيرت حياتي بعد ارتدائي النقاب، فما نصيحتكم لي؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في الثامنة عشر من عمري، حالي كحال باقي الفتيات، كنت غير ملتزمة بالزي الشرعي في ديننا، ولكن بفضل الله استطعت أن ألتزم به شيئا فشيئا.

في البداية توقفت عن ارتداء الملابس الضيقة التي تفصل الجسم، ثم ارتديت الخمار، وقبل أسبوع من الآن -بفضل الله- ارتديت النقاب الذي به يكتمل زيي الشرعي، وإلى الآن لا توجد مشكلة.

ولكن الحقيقة أنني فور ارتدائي للنقاب تغيرت حياتي تماما، ولا أعلم ما علاقة ذلك، ولكن والله هذا ما حدث، كنت تاركة لذنب منذ مدة طويلة، ولكن فور ارتدائي للنقاب عدت لفعل ذلك الذنب!

أصبحت لا أستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر، وأصبحت أتأخر عن موعد باقي الصلوات، كما أنني لم أعد أصلي بخشوع، ولم أعد أقرأ القرآن، وأهملت دراستي كثيرا، وكل أمور حياتي قد أهملت، وأنا الآن في حيرة من أمري، هل يعقل بأن يكون ارتداء النقاب هو السبب؟

كثير من الناس أخبروني أن أصلي صلاة الاستخارة قبل أن أرتديه، ولكني رفضت، ولم أصل؛ لأنني كنت أعلم بأن الأشياء التي فرضها الله لا يتم استخارته فيها، وكنت أود وبشدة أن أرتديه، ولكن لا أعلم ماذا يحدث معي الآن، ولماذا؟

فكرت في أن أتوقف عن ارتدائه مرة أخرى، ولكنني حقا لا أريد ذلك، أقول في نفسي لعله اختبار من الله لي، فماذا أفعل؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يبارك فيك، وأن يرزقك الثبات على الحق إنه جواد كريم، وبعد:

أختنا الفاضلة: النقاب كما لا يخفاك واجب عند أكثر الأئمة، ومستحب عند البقية، وعليه فما قمت به هو الخير، وأنت مأجورة عليه -إن شاء الله-، وهذا هو سجل حسنات دائم لك، ما دامت النية في ارتدائه لله خالصة، وأنت تتعبدين الله بذلك.

ثانيا: لا شأن للنقاب بالسلوك الفردي، وربط الأمرين ببعض هو من تلبيس إبليس؛ فالمعصية لها أسبابها التي تقود إليها، ومعرفة أسباب المعاصي، وإزالتها هو منهج أهل العقل والدين.

ثالثا: ليس من شرط المتدين ألا يذنب؛ لأنه ليس معصوما، والفارق بينه وبين غيره أنه يسرع بالتوبة، ويبتعد عن المعاصي وأهلها، كما يتبعد عن دواعيها وأسبابها.

دعينا نضرب لك مثالا: لو افترضنا أن فتاة تمارس معصية معينة -عياذا بالله- وأرادت التوبة، وبكت، لكنها لم تتعرف على أسباب وقوعها في تلك المعصية، ومنها مثلا الفراغ، أو الجلوس وحدها لفترات طويلة، أو صديقات السوء، أو متابعة بعض المشاهد، المهم أنها لم تتعرف على الأسباب، وبالطبع لم تضع علاجا لما هي فيه؛ فهذه الفتاة ستعود للذنب مرة أخرى، ربما بعد يوم، أو شهر، أو أقل، أو أكثر.

وعليه -أختنا الكريمة- فلا شأن للنقاب، أو الحجاب، أو غيره في المعصية التي تحدثت عنها، وإنما السبب الرئيس يكمن في عدم وقوفك على أسباب المعصية، وإزالة تلك الأسباب.

إنك تحتاجين -أختنا- إلى ما يلي:

1- إيمان تام بأن التغيير ممكن، وأنك قادرة -بإذن الله- على تجاوز تلك المرحلة متى ما وقفت على أسباب المعاصي، وخططت لتغييرها.

2- الابتعاد التام عن الفراغ، والاجتهاد في شغل كل أوقاتك بالنافع: إما القراءة، أو العبادة، أو الذكر، أو الرياضة، أو مساعدة الأهل في عمل البيت، المهم ألا يكون في برنامجك وقت فراغ يستطيع من خلاله أن يعبث الشيطان بك؛ حيث يتخذ الفراغ وسيلة، وهي من أشد الوسائل.

3- الاجتهاد في البحث عن رفقة صالحة تعينك على دينك ودنياك؛ فالمرء بإخوانه، والذئب يأكل من الغنم القاصية.

4- إذا وقعت في ذنب فاهرعي إلى الله تعالى مباشرة، واعلمي أن لك ربا غفورا، رحيما، ودودا، لكن متى ما عدت لا بد من معرفة أسباب الوقوع في الذنب وإزالتها.

5- لا تربطي بين الذنب وبين النقاب، ولا يستدرجك الشيطان في ذلك؛ فأنت بالنقاب مطيعة لله، مأجورة، ولا علاقة لذلك بما وقعت فيه من معصية.

وأخيرا : كثرة الدعاء لله عز وجل أن يصلح القلب على الطاعة، وأن يقيك شر الشيطان، وشر المفاسد، وشر الذنوب، وشر الصواحب، وأن يعينك على طاعته وبره.

بهذا -أختنا- تتخلصين -إن شاء الله- من تلك المعاصي، وتتجاوزين تلك المرحلة النفسية، ونحن في أيام خير وطاعة -والحمد لله- فاستغليها.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات