السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا كنت مبشرا بالنصرانية، وقسيسا إنجيليا، وأريد أن أعيش في سلام مسلما موحدا بالله، لكن أريد المساعدة حتى أتحرر من الكنيسة وأصبح مسلما، وأنا أصلي وأصوم لكن دون أن يعرف من حولي.
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا كنت مبشرا بالنصرانية، وقسيسا إنجيليا، وأريد أن أعيش في سلام مسلما موحدا بالله، لكن أريد المساعدة حتى أتحرر من الكنيسة وأصبح مسلما، وأنا أصلي وأصوم لكن دون أن يعرف من حولي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهتدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك - أخي الكريم - في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يثبتك على الحق حتى تلقاه، إنه جواد كريم.
أولا أخي الكريم: إننا نحمد الله أن هداك للإيمان وأرشدك إلى الحق وأبان لك طريق الهداية، وحررك من عبودية المخلوق إلى صفاء التوحيد، ومن الشرك الملوث للفطرة إلى نقاء العقيدة الحقة، وتلك نعمة من الله بها عليك تستوجب الشكر منك كما تستوجب معها الصبر.
وقد تسأل ولماذا الحديث عن الصبر في موطن ينبغي الحديث فيه عن الشكر وفقط؟ ولك الحق في السؤال والجواب في صدر سورة العنكبوت، قال الله تعالى: {الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون * من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم * ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون} [العنكبوت:1-7].
هذه الآيات - أخي الكريم الفاضل - تتحدث عن ضرورة الابتلاء لمن أعلن غايته وأراد مرضاة الله والفوز بجنته، وهي من سنن الله التي لا تتبدل ولا تتخلف، لا بد أن يبتلي الناس ليعلم الصادق من الكاذب، والمؤمن من الكافر، والصابر من الجازع، و{ليميز الله الخبيث من الطيب} [الأنفال: 37] ، {وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} [آل عمران: 141].
لذا - وقبل أن نعطيك بعض النصائح - لا بد أن تربي نفسك داخليا أن طريق الحق يحتاج منك إلى صبر، وأن ذلك هين في مقابل الفوز بالجنان ومرضاة الرحمان، وتلك (والله) غنيمة لا يعدلها شيء، بل ويهون في سبيلها كل شيء.
ثانيا أخي الكريم: نحن هنا لا نريدك أن تقفز قفزات تعرضك للابتلاء، بل نحن نوصيك أن تجتهد في إخفاء إسلامك متى ما علمت ضررا سيلحق بك وأن تسعى في ترك المكان الذي يمكن أن يصلك منه أذى إلى مكان آخر تعبد الله فيه وأنت مطمئن النفس، فالهجرة واجبة على من لم يستطع إظهار تعاليم وشعائر دينه، فاجتهد في ذلك، وثق بأن الله سيجعل لك مخرجا، قال جل وعلا: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره} [الطلاق: 2-3].
ثالثا أخي الكريم: حتى ييسر الله لك أمر الخروج إلى مكان آمن، نوصيك بإخفاء تدينك، مع زيادة معدل التدين عندك، وتحصين نفسك، وذلك بأمرين:
أ- فهم الإسلام فهما كليا وما أعده الله لأهله، وهنا ننصحك بكتاب (200 سؤال وجواب في العقيدة) للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي، وكتاب (ما لا يسع المسلم الجهل به) لصلاح الصاوي، وهو كتاب صغير الحجم نسبيا، ويعطيك الإطار العام الذي يجب عليك كمسلم اعتقاده، كما يمكنك الاستعانة بموقعنا (إسلام ويب)، ففيه ما تريد أن تتعلمه وأنت آمن، وإذا أشكل عليك أمر فيمكنك مراسلتنا في أي وقت.
ب- رد الشبهات التي قد ترد عليك أو يثيرها البعض، وهنا ننصحك بقراءة: (شبهات حول الإسلام) لمحمد قطب، و(التوراة والإنجيل والقرآن والعلم) لموريس بوكاي، وهذه الكتب ترشدك إلى طريق التعبد، وتحصنك من الشبهات التي لن تسلم منها، مع ضرورة الانتقال من بلدك التي لا تستطع فيها أن تقيم شعائر دينك إلى غيرها.
ونحن هنا في موقع إسلام ويب إخوانك، راسلنا متى ما أردت الاستفسار عن أي شيء، وإنا نسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يرزقك مرضاته، وأن ييسر لك ما تعسر عليك، والله الموفق.