أوقفني شخص في الشارع وسألني إن كنت متزوجة!!

0 38

السؤال

السلام عليكم

أدرس في بلد أجنبي، وحدث معي موقف منذ فترة، حيث كنت أمشي في الشارع وأوققني شخص وسألني إذا كنت متزوجة! ارتبكت حينها وقلت نعم، ثم اعتذرت وانصرفت.

أريد أن أسأل، ما هو التصرف الصحيح الذي يجب أن أقوم به، إذا تكرر مثل ذلك الموقف؟ هل أجيب الشخص أم أتجاهله؟ لأنه ربما يكون هذا الشخص مخادعا، ويتسبب لي بمشاكل.

لو كنت في بلدي وحصل معي ذلك الموقف ربما كنت أعطيت ذلك الشخص عنوان بيتنا، وإذا كان جادا يتوجه إلى البيت ويسأل، لكن بما أني في بلد آخر ما هو التصرف الصحيح الذي يجب أن أقوم به؟ هل يصح مثلا أن أسأله بعض الأسئلة قبل أن أعطيه عنوان بيتنا؟ حتى أتأكد أنه مناسب لي مبدئيا حتى لا أتعرض للإحراج أمام أهلي.

هل أطلب منه مثلا رقم أخته أو أمه؟ وهل أعطيه رقم أمي وأطلب منه أن تتصل والدته بأمي؟ وفي هذه الحالة هل يجوز أن تخفي أمي عن أبي الموضوع حتى تتأكد أن الشخص مناسب لي؟

بماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.

أولا: نسأل الله تعالى أن يصرف عنك أهل الشر والسوء، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

ثانيا: نشكر لك - ابنتنا الكريمة - تواصلك بالموقع وثقتك فينا، ونحن نحرص - بإذن الله تعالى - على أن نقدم لك الرأي الذي نظن أنه متضمن لمصلحتك، ويبعدك عن الأخطار والمخاوف، ونسأل الله تعالى أن يحميك ويصونك من كل مكروه.

ثالثا: نصيحتنا لك - ابنتنا الكريمة - في التعامل مع مثل هذا الشخص هو غلق الباب تماما، وعدم الاستجابة لهذا النوع من الاستدراج، والحالات الكثيرة التي تستغل فيها طيبة الفتيات وحسن نيتهن، ثم يستدرجن إلى ما لا تحمد عاقبته، الحالات كثيرة جدا تفوق الحصر والعد البسيط، ولكن الحزم كل الحزم في أن يقف الإنسان المسلم - رجلا كان أو امرأة - عند الحدود الشرعية، ويلتزم بالتوجيهات الدينية التي أرشد إليها ربنا سبحانه وتعالى، أو علمنا إياها رسولنا الكريم (ﷺ).

هذه التوجيهات المقصود الأعظم منها حماية الإنسان وصونه من أن يقع فريسة لألاعيب الشيطان، فقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور: 21].

فتنة الرجل بالمرأة (والعكس) من أعظم الفتن التي يتعرض لها الإنسان في هذه الحياة، وأهل الشر كثيرون، وهم يتفننون وينوعون أساليبهم في كيفية استدراج الفتيات - ولا سيما الطيبات اللاتي يحرصن على العفة والابتعاد عن الحرام - فإنهم يأتون إليهن من هذه الأبواب التي يجدون بسببها القبول من الفتيات للتعامل معهن.

ننصحك بأن لا تستجيبي أبدا لهذا النوع من التواصل، والعادة أن من يريد خطبة امرأة فإنه لا يعجز عن معرفة المعلومات الأولية التي يريدها عنها، فأنت تدرسين، ولو كان هذا الشخص أو مثله صادقا في أنه يريد الوصول إليك بالطرق المشروعة؛ فإنه سيجد وسائل كثيرة توصله إلى هذا المراد والمقصود، فسيحاول البحث عن زملاء دراسة لك، ونحو ذلك من الأساليب التي يستطيع من خلالها الوصول إلى المعلومة التي يريدها.

الكثير منهم - بحسب ما نعرفه من التجارب التي راسلنا بها أصحابها - يحاول أن يتزي بالزي الحسن، ويظهر بالمظهر الجميل، ثم بعد ذلك يستعمل الشيطان ألاعيبه وحيله لاستدراج الإنسان إلى ما لا تحمد فيه العاقبة.

نصيحتنا لك في مثل هذه الظروف هو التجاهل، وقد أحسنت فيما فعلت، ووفقك الله سبحانه وتعالى لسد باب الشر، ودفع سبب المكروه عن نفسك، فنوصيك بالاستمرار على هذا الطريق، واعلمي أن الله سبحانه وتعالى قد قدر لك الرزق، ومن ذلك الزواج، فلن يفوتك ما كتب الله تعالى لك إذا التزمت بالحدود الشرعية، ووقفت عند التوجيهات الربانية.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات