السؤال
تقدم لي شخص خلوق وطيب، لكن كان قد مر بثلاث تجارب زواج باءت بالفشل، قال لعائلتنا كل شيء بصراحة ووضوح.
أراه إنسانا صالحا، لكن بسبب تجاربه السابقة خائفة، وفي نفس الوقت لا أريد أن أظلمه، فماذا يجب أن أفعل؟ وكيف أعرفه أكثر؟
تقدم لي شخص خلوق وطيب، لكن كان قد مر بثلاث تجارب زواج باءت بالفشل، قال لعائلتنا كل شيء بصراحة ووضوح.
أراه إنسانا صالحا، لكن بسبب تجاربه السابقة خائفة، وفي نفس الوقت لا أريد أن أظلمه، فماذا يجب أن أفعل؟ وكيف أعرفه أكثر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك - ابنتنا الفاضلة العاقلة - في الموقع، ونشكر لك فكرة السؤال، ونحب أن نؤكد لك أن فشل الأخريات مع هذا الرجل لا يعني أنك ستفشلين، والعاقلة مثلك تحرص على أن تنجح وإن فشل غيرها من النساء، والنجاح هبة من ربنا الكريم الفتاح -سبحانه وتعالى- نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
حقيقة من المهم أن تتعرفوا عليه أكثر، المحارم يسألون عنه، تحاولون أن تعرفوا أسباب فشل الزيجات السابقة، فهذا من الأمر المهم، ودائما في مثل هذه الأحوال نحن نوسع دائرة التعارف، ومن حقه أن يسأل عنكم، ومن حقكم أن تبحثوا عنه وتسألوا عنه، وكل هذا من أحكام الشرع؛ فإن الإنسان إذا طرق الباب نتعرف عليه ونرحب به، ثم نطلب فرصة لنسأل عنه، ونقول: "يا ولدي أنت أيضا تسأل عنا"، وهذا ما اعتاد عليه الناس أهل الإسلام دائما؛ لأن الحياة الزوجية مشوارها طويل، وتحتاج أن تبنى على قواعد ثابتة، والشريعة توجهت إلى أولياء المرأة في الحديث: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه.
لذلك أولياء المرأة لهم دور كبير، والرجال أعرف بالرجال؛ ولذلك أرجو أن يكون لمحارمك دور، ولا ننصح بمخالفتهم، إذا اتفقوا على أنه مناسب، وليس لنا أن نظلمه، وليس لنا أن نعود إلى تلك التجارب التي فشل فيها لأنه ربما يكون الفشل من الأطراف الأخرى، من النساء اللاتي خاض معهن تجارب الزواج، وقد يكون منه، لكن أيضا الإنسان يستطيع أن يتكيف مع الشخص الذي أمامه، وعلينا أن ندرك أنه لا يوجد شخص بلا عيوب ولا نقائص، سواء كان من الرجال أو من النساء، وكما قيل: "طوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة".
ومن الإنصاف أن ننظر في حال الرجل نظرة شاملة، فأنت أشرت إلى أنه خلوق وطيب، وهذه صفات عالية جدا، وبعد ذلك لا بد أن تكون فيه وفيك سلبيات، فنحن بشر والنقص يطاردنا.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، ونكرر دعوتنا لك بمزيد من السؤال، ومزيد من إعطاء نفسك فرصة، تستخيرين وتستشيرين، وتطلبين من محارمك أن يتعرفوا أكثر، وتسألون أيضا عن سبب فشل التجارب الماضية معه، وهذا قد يذكره لكم هو بنفسه، أنه تضايق من كذا، وأنه حصل منهن كذا، وعند ذلك ننظر في أسباب الشقاق وأسباب الفشل، وأيضا نتفادى الأمور التي لا ترضي هذا الرجل، خاصة إذا كان ما يطلبه من رضا الله -تبارك وتعالى- والمرأة مطالبة أن تطيع زوجها في كل ما يطلبه، إلا إذا أمرها بمعصية فعندها لا طاعة لمخلوق في معصية الله، وإنما الطاعة في المعروف؛ لكن إذا كان يطلب معروفا وخيرا فإنه يجب عليها أن تطيعه، ويجب عليها أن تسعى في تنفيذ رغباته التي فيها رضا لله تبارك وتعالى، وفيها مصلحة لهم كأسرة.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.