السؤال
السلام عليكم
زوجتي عنيدة وسليطة اللسان، وحصلت خلافات وخصومة من أول أسبوع بالزواج، وقابلت أهلي بتوحش، وحصلت خصومة، وكبرت ووصلت لأهلها، وعملنا جلسة صلح، وعرفوها بخطئها، ولكن طبعها غلاب في أي خصومة، عناد وصوت عال، ورأيها تريد أن تمضيه في كل شيء.
أنا أجاهد في إصلاح ذلك بكل الطرق، من وعظ وهجران وغضب، والموضوع وصل للضرب، ولكن لسانها غليظ فتشتم، وعندما أضرب ترد الضرب، ولما حكمنا أهلها قالوا: تعبنا، ما عندنا حل.
أنا صابر لأجل أولادي، ولكن فاض الكيل، وأبحث موضوع الطلاق، وهي تريد كل الحقوق بزيادة، ولا أعرف كيف نصل لاتفاق، هل نعيش أو نفترق؟ هل آثم لو تركتها معلقة هكذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أيها الأخ الكريم - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يعينك على هذه الصعوبات، ونحب أن نؤكد أن الحياة الزوجية عبادة لرب البرية، وأن الذي يحسن يجازيه الله، وأن الذي يقصر يحاسبه الله.
صبر الرجل على زوجته مما يؤجر عليه، بل هو من الأمور المطلوبة، قال العظيم: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثير} [النساء: 19]. الرجل يصبر على زوجته فيرزقه الله منها الولد الذي يكون سببا لدخولهما الجنة، كما قال أهل التفسير.
نحب أن نؤكد لك أن هذا الصبر على هذه الزوجة - إن شاء الله - سيكون عونا لك على علاجها، ولذلك نحن لا نستعجل في تصعيد الأمور، مع إقرارنا أن الأمور صعبة، ولكن عندما تحدث مثل هذه المشكلات النبي (ﷺ) يعطينا معيارا في التعامل بين الزوجين: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، وقد أشرت إلى بعض السلبيات الموجودة عند هذه الزوجة -وهي كبيرة-، فيا ترى ما هي الإيجابيات الموجودة فيها؟ لذلك نرى أن تحشد الإيجابيات وتضخمها وتذكرها بها، والثناء عليها بما فيها من الإيجابيات، وشكر الله على تلك الحسنات، والاجتهاد في معاملة الأخطاء والسلبيات.
سعدنا جدا لأنك أيضا حريص على الأولاد وعلى مصلحتهم، فإذا كانت هي ناجحة في تربية الأولاد؛ فهذا أيضا يعطي مزيدا من الأسباب التي تدعوك إلى أن تصبر وتحتمل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على هذه الصعاب، ونتمنى أن تشجع هذه الزوجة حتى تكتب ما عندها، حتى نعرف وجهة نظرها، أو نجد منك تفصيل الأمور التي تطالب بها، غير أننا لا نؤيد فكرة الاستعجال بالطلاق، لأن الطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأرجو أن يكون في رمضان فرصة لنربي أنفسنا جميعا على الصبر والحلم والعفو، وعلى احتمال بعضنا، رغبة في ما عند الله تبارك وتعالى.
نحب أيضا أن نؤكد لك أن الشريعة وضعت الحل والربط في الحياة الزوجية؛ القرار الأول والأخير جعلته بيد الرجل؛ لأنه الأحكم والأعقل، فأرجو ألا تستعجل في الطلاق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب، وأن يصلح ذات بينكم، وأن يهدي هذه الزوجة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
والله الموفق.