السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 24 سنة، مهتم جدا بأمور ديني، وملتزم بالصلاة، تواجهني بعض المشكلات، كسيطرة بعض الذنوب علي، وصعوبة ذكر الله! أنا أقرأ القرآن، ولكن بعدها بوقت، وخلال اليوم، أصاب بصداع شديد، وتثاؤب، وأشعر بالنعاس، ولم أعد أحب العمل، وأتهرب منه، ولا أحب الذهاب للمشايخ؛ لأنهم لا يرقون بالرقية الشرعية، ولا أعرف ماذا أفعل!
أعاني من انزلاق غضروفي، قال لي الشيخ: إنك مسحور بعمل قوي يصدك عن ذكر الله، مع أنك تحاول تثقيف نفسك في الدين، وقال: إنك غير مصاب بانزلاق غضروفي، ولكنك مسحور! تعبت نفسيا، أفيدوني -بارك الله فيكم-، أريد علاجا نفسيا لتحسين حالتي النفسية.
أنتم تقومون بعمل عظيم، بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وبعد:
إننا نحمد الله أن رزقك حب الهداية والحرص على الاستقامة، وتلك مزية يجب استثمارها والبناء عليها جيدا؛ لأن النفس لها إقبال وإدبار على الطاعة، ومتى ما استغل المرء إقبالها هانت له وانقادت.
أخي الكريم: ما ذكرته من الصداع أو التثاؤب الذي يأتيك عند الاستماع إلى القرآن، أو في العمل، ليس دليلا قطعيا على وجود سحر من عدمه، بل قد تكون أعراضا طبيعية طبية، وقد يكون إرهاقا بسبب عدم ضبط النوم، وقد تكون حيلة من حيل الشيطان، ليصدك عن الذكر، وعليه فالبداية الصحيحة تكون من عند الطبيب المختص، لذا ننصحك -أخي- بالذهاب أولا إلى طبيب، وإجراء فحوصات شاملة على نفسك، ثم نوصيك بعد ذلك بما يلي:
1- المحافظة على الصلوات في المساجد، حتى وإن لم تجد الخشوع من أول مرة فلا تتوقف.
2- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا يشغلك عنها شاغل، فهي حصن حصين من كل ما تتخوف منه.
3- التعرف على شباب صالحين من أرباب المساجد، فإن الصحبة الصالحة معينة على الطاعة.
4- ضبط النوم جيدا، وإعطاء الجسد من النوم حقه.
5- وضع برنامج لحياتك للسير عليه، واجتهد أن يكون البرنامج متوازنا، فيه العلم، وفيه الترفيه المباح، والرياضة، وفيه المحافظة على الصلوات، وتخصيص وقت لقراءة القرآن، وتذكر أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
6- لا يجب عليك الذهاب إلى رقاة لا تعرف توجهاتهم الفكرية أو العقدية، بل أفضل راق للإنسان هو نفسه، والرقية الشرعية موجودة على موقعنا، يمكنك الاستفادة منها.
7- اجتهد في التزود من العلم الشرعي على قدر استطاعتك، فالعلم نور وحصن.
8- لا تفكر كثيرا في السحر أو الحسد أو ما شابه؛ لأن هذا مزلة أقدام، وكم من إنسان عاش وهم السحر حتى ضل طريقه، ولم يكن عنده إلا تخيلات وأوهام، فإنا -للأسف- كثيرا ما نضخم أمر السحر والسحرة، وهم أضعف من أن يفعلوا شيئا لأنفسهم، فضلا عن غيرهم، ثم أنت محصن بالأذكار، وهذه كافية للاطمئنان، فلا تكثر التفكير في ذلك، وابتعد عن المحبطات.
9- من وسائل تقوية الإيمان: تعلم العلم الشرعي، والاستماع إلى المحاضرات الدعوية، والخلوة مع الله ولو بركعتين، والدعاء، والصبر على الطريق، كل هذه من وسائل التقوية، فلا تتغافل عنها.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، والله المستعان.