هل خروج دم من الفم سببه عين أو حسد أو سحر؟

0 37

السؤال

السلام عليكم.

ابني بعمر 15 سنة، وهو شاب رياضي، وبعد حصوله على بطولة رياضية بدأ ينفث دما من فمه، وبدون كحة أو قيء.

عملنا كافة الفحوصات الطبية والمناظير، وتبين عدم وجود سبب طبي، واستعنت براق شرعي، وبدأ يتذوق الماء المرقي، ووجد طعمه مرا جدا، وبعدها بدأ يقرأ الرقية عليه، وحدث ازرقاق ليده، وترجيع شديد لمادة حمراء!

بعد استمرارنا في الرقية لعدة جلسات بدأ يحدث انقلاب لحدقة عينه، ومع الالتزام بالرقية أحيانا يصاب بالإغماء، ونسمع بكاء غريبا، واستعنا برقاة آخرين، وأخذنا حب الملوك والترياق والسنامكي، مع المواظبة على الأذكار، وما زال نزول الدم مستمرا، غير أنه أصبح ينزل على فترات متباعدة.

أرجو المساعدة، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله العظيم أن يشفي ولدك، وأن يصرف عنه ما ألم به، إنه جواد كريم، وبعد:

1- ما حدث مع ولدك هو لون من ألوان الابتلاء، وهو زائل بأمر الله، إذا ما أخذنا بالأسباب الشرعية، وأول هذه الأسباب: الإيمان التام بأن الأمور كلها بيده سبحانه، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد الله عز وجل، وكل شيء بتقدير، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، والمؤمن يعتقد ذلك، ويؤمن به، في إطار قول الله تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

2- السحر والعين حقيقة، ولهما تأثير عام، ويقع بإذن الله تعالى، وقد دل على ذلك القرآن والسنة، فمن القرآن ما قاله الله على لسان يعقوب عليه السلام: (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة)، والحكمة في ذلك كما قال أهل العلم: خوفا عليهم من العين.

كذلك قول الله: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون).

أما السنة فما روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا)، رواه مسلم.

بالنسبة لك، فقد استشرت الأطباء المتخصصين، وعلمت أن العلة ليست طبية، وهذا يؤكد -مع ما ذكرت من آثار عند القراءة- احتمالية إصابته بالعين أو الحسد أو السحر.

3- علاج هذه الأعراض من العين أو الحسد أو السحر أمر هين، فلا تقلقي ولا تستعظمي ما ألم بولدك، بل عليك بالهدوء، ومن ثم القيام بما ورد في الكتاب والسنة، والمحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، مع الإيمان والتصديق واليقين بالله عز وجل.

4- الرقية -أختنا- ثابتة بالكتاب والسنة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الاسترقاء بـ "قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: (لم يتعوذ الناس بمثلهن). رواه مسلم.

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين ونفث، متفق عليه، والنفث: النفخ، وتعوذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمعوذتين لما سحره اليهود، وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال متعجبا ومقرا لمن رقى بالفاتحة: (وما يدريك أنها رقية)؟! رواه البخاري.

عليه فالرقية الشرعية من الكتاب والسنة هي النافعة -بإذن الله-، ونحن ننصحك بما يلي:
أولا: الرقية بهذه الآيات لكل البيت:
1- سورة الفاتحة.
2- آية الكرسي.
3-آيتان في نهاية سورة البقرة.
4- المعوذتان.
5- الإخلاص.

ثانيا: قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، فإن لم تستطيعوا فعلى الأقل سماعها كل ليلة، المهم أن يكون ذلك كل ليلة، ولا بد من الصبر والاستمرار -أختنا الفاضلة-.

ثالثا: المحافظة على الأذكار والأوراد الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويمكنك الاستعانة بكتاب (حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة).

رابعا: الرقية على الماء وصبها عليه فهي نافعة -بعون الله تعالى-، فقد ذكر ابن القيم أثرا في ذلك عن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بعون الله، تقرأ في إناء فيه ماء، ثم يصب على رأس المسحور.

الآيات هي قوله تعالى: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) [يونس81 ]
وقوله: (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) [الأعراف 118إلى120]، وقوله: (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) [طه69].

الاستمرار على ذلك فيه الشفاء والعافية، ولا يضرك ما يخرج من دماء أو ما شابه، فلا تتوقفي عن القراءة والرقية، مع ضرورة متابعة الطبيب المختص باستمرار.

كذلك إن استطعت الذهاب به إلى العمرة فخير كثير، وهناك يشرب من ماء زمزم بنية الشفاء، وسيؤول أمره إلى خير -بعون الله-.

نسأل الله أن يصرف عنه ما ألم به، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات