السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة في السنة الأولى في المرحلة الجامعية، وهناك ولد تخرج من الكلية، ويساعدني في شرح المواد الخاصة بالكلية، فهل هذا الأمر يعتبر خلوة وفتنة أم لا؟
مع العلم أنني لا أستطيع أن أخبر أحدا من أهلي عنه، لذلك شعرت بأن هذا الأمر حرام، ولم أعد أتواصل معه مرة أخرى، ولكنني أحيانا أكون محتاجة لمن يشرح لي بعض النقاط التي لم أفهمها، فهل أعود إليه، أم لا؟ وكيف أخبر أهلي عن ذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نحن سعداء بتواصلك مع الموقع، كما أننا سعداء أكثر بتوفيق الله تعالى لك، حين اتخذت القرار بقطع العلاقة مع هذا الشاب، وإغلاق باب التواصل معه تماما، وهذا من توفيق الله تعالى لك، فينبغي أن تكثري من شكر الله.
ولا يخفى عليك -ابنتنا العزيزة- أن علاقة الفتاة بالشاب باب شر عظيم، قد يفتحه الشيطان على الإنسان ليجره من خلاله إلى عواقب وخيمة، وندامة طويلة حين لا يفيد الندم، فليس شيء أضر على الإنسان من فتنة الرجل بالمرأة، أو المرأة بالرجل، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك أبلغ التحذير، فقال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، وقال: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهم الشيطان".
فالشيطان حاضر في هذا النوع من العلاقات، وهذا النوع من التواصل، ويستدرج الإنسان خطوة خطوة، وقد حذرنا الله من هذه الخطوات، فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ۚ ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ۚ)، فقد أصبت كل الإصابة حين أغلقت باب التواصل مع هذا الشاب؛ بغض النظر عن الحكم الشرعي هل هو حرام أم حلال، وهو إنما يكون حلالا إذا وجدت الضوابط والشروط الكثيرة، ومن هذه الشروط:
الأمن من الوقوع في الفتنة والمعصية، ومن هذه الشروط أن يكون الكلام خاليا من أي تكسر أو خضوع بما يثير الشهوة، ومن هذه الشروط أيضا الأمن من الانجرار إلى محرم، فإن الوسائل لها أحكام الغايات، ومن هذه الشروط عدم نزع الحجاب أمامه، وعدم الخلوة به، وغير ذلك من الشروط التي لا بد منها عندما تقوم علاقة بين رجل وامرأة أجنبية.
وسيجعل الله تعالى لك سببا آخر سليما مباحا بعيدا عن المخاطر، لمعرفة هذه العلوم التي تريدين الوصول إليها، فاستمري على ما أنت عليه، وأغلقي على نفسك هذا الباب، وستجدين راحة وعواقب حسنة، ولا يحاول الشيطان أبدا أن يحزنك بسبب هذا القرار، أو يندمك عليه، أو يدعوك إلى التراجع عنه، نسأل الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به.
وإذا أردت أن تأمني من كل هذه الشرور، وكان هذا الشاب فعلا يقصد فقط تعليمك، وتدريسك، وإفادتك؛ فإن الطريق الصحيح هو أن تشركي أحدا من أهلك ومحارمك عند التواصل معه، ليكون الكلام جادا بعيدا عن أي أسباب تؤدي إلى الانخداع بحيل الشيطان ومكره.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.