أرهقتني الذنوب والمعاصي وأضعفت قدراتي، فكيف أتخلص منها؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر كل من يعمل في هذا الموقع، وأسأل الله أن يتقبل منكم، وأن ينفع بهذا الموقع الأمة.

أفعل الذنوب والمعاصي في خلوتي، وعند الناس أعتبر صالحا، وبسبب هذه الذنوب والمعاصي أصبت بأمراض نفسية، مثل: القلق الاجتماعي، واحتقان البروستاتا، وأصبت أيضا بظاهرة عدم القدرة على النظر في أعين الناس، وصرت خائفا عندما أخرج لأقدم موضوعا في المدرسة، وأيضا رسبت سنة، ولكن دفعوني لأكمل الصف الذي بعده.

الآن أنا لا أستطيع ترك هذه الذنوب، ولا أريد ذكرها؛ لأنني في حرج، وأيضا أخشى في هذه الاستشارة أن أكشف ستر الله علي؛ لذا فأنا أريد حلا للإقلاع عن هذه الذنوب والمعاصي.

أصبت بخروج قطرات البول الناتجة من الذنوب والمعاصي، وصارت هذه الظاهرة تهلكني، وتعذبني عند الوضوء؛ فكلما توضأت خرج مني البول.

فكرت في الخروح خارج المنزل، وأن أذهب إلى الشارع لأمارس نوعا من الرياضة، كالمشي، والركض، ولكنني مصاب بالقلق، ولا يمكنني النظر في وجوه الناس.

جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل مكروه، وأن يكتب لك عاجل العافية والشفاء من كل ما تعانيه من الأدواء والأمراض.

نحن نتفهم -أيها الحبيب- الحالة التي تعيشها من القلق والانزعاج بسبب الذنوب والمعاصي، وهذه ثمرة من ثمار الذنوب؛ فإنها تورث الإنسان وحشة بينه وبين الله -تبارك وتعالى-، ووحشة بينه وبين الناس، كما أن الطاعات في مقابل ذلك تورث الإنسان القدر الكافي من الرضا، والطمأنينة، والأنس بالله تعالى، والأنس بالصالحين من عباد الله تعالى.

ولهذا فأول الخطوات العملية للخروج من هذه الحالة التي تعيشها: أن تقرر، وتعزم عزما صادقا على التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-، وبذلك ستخرج -بإذن الله تعالى- من دائرة هذه الوحشة، وقد قال الشاعر:
إذا كنت قد أوحشتك الذنوب ... فدعها إذا شئت واستأنس

فالأنس في طاعة الله تعالى، والتوبة بابها مفتوح، وأمرها سهل يسير؛ ومما يدفعك إلى التوبة أن تتذكر -أيها الحبيب- الآثار التي تترتب على الذنب والمعصية؛ فإن الله تعالى بالمرصاد، وهو يغار ويغضب حين يعصيه العبد، ونحن سنصير إليه يوما لا محالة، وسنقف بين يديه ليجازينا، وسنأخذ ثواب أعمالنا، فتذكر أنت كل هذه المواقف، وشدائد القبر، وأهوال القيامة؛ فإن ذلك كله يغرس فيك الخوف، والخوف يدفعك إلى التوبة.

والتوبة تعني: الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه في الحال، فاستعن بالله ولا تعجز. وإذا علم الله تعالى منك الصدق فإنه سييسر لك التوبة، ويعينك عليها، وقد علمنا -سبحانه وتعالى- أن نقول في كل ركعة في صلاتنا: {إياك نعبد، وإياك نستعين}، فاستعن بالله ولا تعجز.

واتخذ رفقة صالحة، وأصحابا طيبين يعينونك على التوبة، والثبات عليها، فإنهم خير معين بعد عون الله تعالى، وتعرف إلى الشباب الطيبين، وستجدهم بكثرة -ولله الحمد-، وخاصة في بلدك، تعرف إليهم في بيوت الله تعالى، وأنشئ معهم العلاقات، وستجد فيهم ما يغنيك ويكفيك عن التواصل مع غيرهم.

وأما ما شكوته من آثار هذه الذنوب، وأثر ذلك على طهارتك: فخروج البول بشكل دائم -إذا كان حقيقة وليس مجرد وهم-، وإذا كان لا ينقطع عنك وقتا يكفي لكي تتطهر وتصلي -بعد دخول وقت الصلاة وقبل خروج وقتها-، فإذا كان لا ينقطع عنك هذا القدر من الوقت، فأنت مصاب بسلس البول، وصاحب سلس البول معذور، يستنجي بعد دخول الوقت، ويتحفظ بشد شيء على المخرج يمنع خروج البول، ويتوضأ، ويصلي، وهذا غاية ما يقدر عليه ويستطيعه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها؛ فإذا فعلت ذلك فهذا يكفيك.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ييسر لك كل عسير.

مواد ذات صلة

الاستشارات