لا رغبة لي في الزواج ولا مما تحلم به البنات!

0 23

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 27 سنة، وباختصار، لا رغبة لي في الزواج، لم أرتبط بأي شكل من الأشكال برجل من قبل، ولا أريد ذلك.

لا أريد أن أكون أما، ولا أن أفتح بيتا، ولا أن تكون لي عائلة زوج، لا شيء مما تحلم به البنات يروق لي، وليست قصة خوف من المسؤولية، فأنا بكر أمي ومسؤولة منذ صغري، ولا خوفي من معيقات الطموح.

أعلم أني أستطيع إن أردت أن أتجاوز أي عقبات في حياتي، لطالما فعلت، المشكل أنني لم أحب من قبل، ولا أفهم فكرة أن أتزوج رجلا غريبا لا مشاعر لي تجاهه، تقدم لي عدة خاطبين ورفضتهم لمجرد هذا، لا أتحمل الفكرة، ولا أفهم كيف تتقبل الفتيات الموضوع.

إنه رجل غريب تماما، أقبل به وأقدم حياتي له؟ لا أستطيع فعل ذلك، خاصة أننا نشأنا على الحدود بين الجنسين، فيكون إعجازا بالنسبة لي فكرة القرب من رجل.

أنا خائفة، لأن عائلتي سعيدة بتقدم أحدهم مؤخرا لي، وهو شخص طيب وصالح، لكني فقط لست سعيدة، أقدر اعتباره لي زوجة مناسبة، ولكني لا أعرف كيف أتصرف! كيف أكون كالأخريات؟ لا أفكر في القبول فحسب، بل أيضا مجاراة ما يحدث، والضغط على مشاعري، لكني لا أريد أن أظلم نفسي لأنها حياة كاملة، أرجو فهمي.

رغم تربيتنا أنا وإخوتي بنفس المبادئ، أخي خطب مؤخرا، وهو سعيد جدا، لا أفهم هذا التناقض بيننا، لم أنا مختلفة حتى عن أهلي؟! لم أنا بالذات مضطرة للتعامل مع مشاعر كهاته؟! عدم فهم عائلتي لي يشعرني أن الخلل بي.

حاليا أشعر بنوبات كراهية تجاه نفسي، لأنني أحاول حقا أن أتغير وأن أفهم وأن أشرح لنفسي، لكن عبثا! أنا فقط لا أستطيع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

لا شك أن للبيئة تأثيرا على قناعات الإنسان، بعضها صحيح وبعضها خطأ، فإذا لم تزل تلك القناعات الخاطئة بمعيار لا يخيب أصبحت بعد مرور الزمن ثوابت وقواطع، وهذا ما حدث معك -أختنا الكريمة- ولذا نحن نتفهم تماما موقفك.

أنت قد نشأت في بيئة، كنت مسؤولة عن بعضها، نشأت نشأة صارمة متحفظة، لم تسمحي لنفسك بمجرد التفكير في الزواج أو مقدماته، ولا بد أن يتطور الأمر إلى ما وصلت إليه لغياب البيئة المغايرة لك، وغياب المعيار الحاكم.

أختنا الكريمة: شبيه بما حدث معك قد حدث مع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مع اختلاف المنطلقات، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ﷺ، يسألون عن عبادة النبي ﷺ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي ﷺ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال الآخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.

كل منهم أراد الخير، والأخير الذي أراد اعتزال النساء هو كان مقتنعا بأن هذا لا ينبغي للصالحين فعله، فماذا أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال ﷺ: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).

هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، أفضل الخلق وأكرمهم، هو من يوجه إلى الاعتدال وعدم التأثر بالمنعطفات المخالفة للفطرة، سواء كان منشؤها التدين أو البيئة، بل هو الذي حث ورغب في الزواج بقوله: (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة).

لذا ننصحك -أختنا الكريمة- أن تعطي لنفسك مساحة من التغيير المعرفي، بأن تقرئي حول الترغيب في الزواج، من خلال القرآن والسنة، وأن تتصوري هذا واقعا معاشا، وإلا لما استمرت الحياة.

لذا نرى أن توافقي على الزواج، وأن تحدثي الخاطب بما عندك حتى يتفهم طبيعتك، وتأخذا مسألة الخطبة والزواج بالتدرج، وستتغير كثير من قناعاتك إذا ما تحريت عن أخلاق الخاطب وتدينه وعقله، قبل الزواج، واستخرت الله تعالى قبل الموافقة.

نسأل الله أن يكتب لك الخير، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات