كيف أتأكد من أمانة الراقي وما إذا كان دجالًا أم لا؟

0 30

السؤال

دلتني صديقة لي علي أحد تقول إنه يفك السحر وغيره، وقالت إنها حدثته عني، فقال إني مؤذاة، وعندي سحر، وتعب وغيره، وأن أتحدث معه ليفكه لي، ويجب على الإسراع قبل شهر رمضان، فلما تحدثت معه طلب اسمي واسم أمي، فعلى ماذا يدل هذا؟

غير ذلك: طلب مني الصلاة، وأن أجلب مسكا أحمر وأن يكون خاما!

أفيدوني: هل هو راق شرعي أم ماذا؟ وهل أنا بأمان أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

ما طلبه منك هذا الرجل لا يدل على خير، فهو إما مشعوذ أو جاهل، وعليه فلا ننصحك بالذهاب إليه، ولا الاستجابة لمطالبه، وننصحك -أختنا- بما يلي:

أولا: عدم التسليم أصلا بأنك مسحورة، بل ونقول لك: إن أكثر هؤلاء الذين يعتقدون أنهم مصابون بالسحر ليسوا كذلك، بل عاشوا الوهم حتى غلب على عقلهم الباطن، وسبب ذلك أنهم لم يفرقوا بين الأحداث التي تحدث بصفة طبيعية وتحمل طبيعة الابتلاء، وبين السحر؛ فيقعون أسرى لهؤلاء المشعوذين.

2- ننصحك بطرح كل ما يتعلق بمسائل السحر، وممارسة حياتك بصورة طبيعية، وتفسير أي حدث تفسيرا منطقيا دون الخوف أو القلق.

3- اعلمي أن الأمور كلها بيد الله تعالى. والجن وأهله، والسحرة ومن تابعهم، لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا، لا يستطيعون فعل شيء لم يأذن الله فيه، وقد أخبرنا الله -عز وجل- أن الجن ليس له سلطان على المؤمنين، وعليه فلا داعي للقلق أو الاضطراب.

4- بغض النظر عن ما أنت فيه، وهل هو تعب نفسي أو تضخيم زائد، أو نوع من أنواع السحر، أو اقتناع تحت تأثير بعض الابتلاءات، فإنا ننصحك كذلك بما يلي:

أولا: الاقتناع أولا بأن الشافي المعافي هو الله، وأنه ليس لأحد سلطان عليك، وأن أمرك بين يدي مولاك لا غير، وهنا تهدأ نفسك ويستقر فؤادك.

ثانيا: تحصين البيت بالأذكار وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة كل ليلة؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، رواه مسلم، ورواه الترمذي بلفظ: (وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة، لا يدخله الشيطان)، ورواه ابن حبان بلفظ: (فإن الشيطان ليفر من البيت، يسمع سورة البقرة تقرأ فيه).

قال المظهري في شرح المصابيح: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر" يعني: لا تتركوا بيوتكم خالية من تلاوة القرآن، بل اقرؤوا في بيوتكم القرآن؛ فإن كل بيت لا يقرأ فيه القرآن يشبه المقابر في عدم قراءة القرآن.

قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة، فإن الشيطان يفر منها، ولا يقرب البيت، والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي).

عليه فاعلمي -أيتها الفاضلة- أن سورة البقرة متى ما قرئت في مكان، فر منه الشيطان.

ثالثا: نستحب أن ترقي نفسك بنفسك، وهذا هو الأصل، فإن لم تقدري يمكنك التواصل مع بعض الأخوات الصالحات المتخصصات في الرقية، والفارق بين الراقي الشرعي وغيره ما يلي:

1 - الراقي الشرعي لا يطلب منك أثرا من ثياب أو أشياء شخصية أو معلومات كاسم أم أو ما شابه.
2- تكون الرقية بكلام الله أو بأسمائه وصفاته، أو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - تكون باللسان العربي، وما يعرف معناه: فكل اسم مجهول فليس لأحد أن يرقي به فضلا عن أن يدعو به، ولو عرف معناه؛ لأنه يكره الدعاء بغير العربية، وإنما يرخص لمن لا يحسن العربية، فأما جعل الألفاظ الأعجمية شعارا فليس من دين الإسلام.
4 - يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى.

إذا كانت هذه الشروط الثلاثة مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا) رواه مسلم.

لا شك أن أنفع الرقية وأفضلها وأكثرها أثرا ما كانت من الإنسان نفسه، وذلك لما ورد في النصوص في ذلك.

سورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض، وذلك لما تضمنته هذه السورة العظيمة من إخلاص العبودية لله والثناء عليه -عز وجل- وتفويض الأمر كله إليه، والاستعانة به والتوكل عليه، وسؤاله مجامع النعم، ولما ورد فيها من النصوص الخاصة بها.

- ستجدين الرقية الشرعية على موقعنا كاملة، وأفضل راق لك هو أنت، أختنا الكريمة، وللفائدة راجعي هذه الروابط: (2669- 2027).

هذا هو الطريق، فالزميه، وستجدين الخير فيه، المهم أن تصبري عليه، ونسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات