ما أسباب الخوف من الزواج مع عدم وجود مخاوف حقيقية؟

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في ٢٩ من عمري، ولم يرزقني الله بالزوج الصالح بعد، والحمد لله على كل حال.

أنا أفكر بعقلي، ولا أتبع مشاعري في اتخاذ أي قرار، ولكن مشكلتي أنه ينتابني الخوف الشديد، والهلع والغضب على والدي، حتى يصل الأمر إلى البكاء، وفقدان الرغبة في الأكل أو القيام بأي عمل عندما يتقدم أو أعلم بتقدم أحد لي، ليس على صعيد الخطبة، ولكن حتى من باب التعرف، رغم رغبتي الشديدة في الزواج، ودعائي المستمر، ورغم عملي مع زملائي من الذكور.

حاولت الجلوس مع نفسي وتحديد أسباب هذا الخوف، ووجدت أن أحدها هو كيفية تعامل والدي مع أمي، والخوف من الوقوع في نفس المشاكل، رغم ذلك أنا أعرف أن هذا ليس هو السبب الأساسي، أنا حقا لا أعرف السبب وراء هذا الخوف غير المبرر، ولا تركيزي الدائم على نواقص الشخص المتقدم أو التفكير في أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تحصل، رغم معرفتي واعترافي الصريح للجميع أني مليئة بالعيوب.

رجاء نصيحتكم، لأن الموضوع يتسبب في مشاكل بيني وبين والدي، وتكرار والدتي مقولة: إني بحاجة لعلاج نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

أشد الخوف هو الخوف من المجهول، وأمضى الوسائل معه المضي إليه، اجعلي هذه القاعدة وفق ناظريك، وستجدين تغييرا كبيرا في حياتك النفسية الاجتماعية، ودعينا نضرب مثالا على ذلك: لو خاف إنسان من مجهول خلف الباب، وظل مختبئا خلف هواجيس عقله، ماذا سيحدث؟ سيتوهم أن خلف الباب هر، بل ذئب وربما أسد، ولم لا يكون رجلا مسلحا أو كتيبة، أو أو أو... سيظل حبيس أوهامه التي تنمو ولا تخبو، لكنه لو أخذ بالأسباب واحتاط وفتح الباب، لتبين أن السبع المخيف كان هرا أليفا، وهو الجاني على نفسه.

هذا -أختنا- ما يحدث تماما معك، فليست القضية والدك على فضله وحبك له، ولكن خوفك من الزواج ثم تلاه خوفك من المجهول بعد الزواج، ثم رافقته التخيلات والأوهام، وأنت لا زلت حبيسة الوهم والخيال، يعبث بك في كل اتجاه، ولذلك حين أردت دراسة الأسباب التي تجعلك ترهبين الزواج لم تجدي شيئا، كشأن صاحب السبع الذي رآه هرا.

عليه نحن ننصحك بأخذ الأسباب، وفتح الباب، أو بما يلي:

1- التأكد من صلاح الشاب وأخلاقه على الحد المعقول، فلسنا ملائكة، ويكفي أن يقوم بعض أفراد أهلك المخلصين بتزكيته بعد السؤال عنه.
2- الاستخارة التي تسبق الموافقة، ولا يشترط لها رؤية أو ما شابهها، بل استخيري وتقدمي، فإن تم فهو الخير، وإن كانت الأخرى فهو الخير.
3- الواقعية في التعامل مع الخاطب، فهو إنسان له مزاياه وعيوبه، والمرأة العاقلة هي من تضخم مزايا الخاطب في نفسها وتهون المشاكل.

أنت بهذا الصنيع قد قضيت على الأوهام، وفتحت الأبواب وأخذت بالأسباب، وهذا هو الطريق الصحيح، فقد يحدث نفور عند الموافقة، وقلق واضطراب، هذا أمر طبيعي، فتجاهليه ما دمت استشرت واستخرت.

نسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات