هل الأعراض الجسدية للأمراض النفسية تختفي بمرور الوقت؟

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير بمناسبة العيد السعيد، أعاده الله علينا وعليكم بالصحة والعافية.

دكتوري الفاضل، سؤالي هو: منذ 3 سنوات أعاني من نوبات الهلع والقلق والاكتئاب -ولله الحمد- أعتبر نفسي شفيت، ونسبة شفائي أكثر من جيدة؛ فالوعي والقوة والأمل ساعدوني في التخلص من هذا المرض، أنا لا أريد أي علاجات دوائية.

سؤالي هو: هل الزمن والوقت كاف للتخلص من الأعراض الجسدية، مثل: ضبابية الرؤية أو الزغللة، وألم بالرأس أشبه بالومضات أو اللسعات في الرأس في أماكن متفرقة، وكذلك ألم الصدر، وضيق التنفس، وآلام متعددة بالجسم، وصعوبة التركيز والاستيعاب، والنسيان، والسرحان، وسرعة الغضب على أتفه الأشياء، فهل الوقت وحده يكفي للتخلص من هذه الأعراض بدون أخذ أدوية علاجية؟

حتى يتم فهمي بشكل واضح: هذه الأعراض منذ 3 سنوات، وأنا أشعر بها يوميا، وعلى مدار 24 ساعة في اليوم -خصوصا زغللة العين- أشعر كأنني سكران، وشعور الدوخة المزعج، فهل أنا بحاجة لزيارة طبيب أعصاب ودماغ؟

أريد نصيحة منكم، هل الذهاب لمدربي الحياة (life coaching ) مناسب؟

أتعبتكم معي، جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يتقبل صيامكم وقيامكم وطاعاتكم، ومبارك عليكم العيد، وحقق أمنياتكم -بارك الله فيك يا أخي- فأنت حقيقة ثقتك عالية في إسلام ويب؛ حيث أنه لك استشارات كثيرة، ونحن نرحب بك؛ لأن في ذلك إثراء للموقع، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.

أخي، الأعراض التي تحدثت عنها هي أعراض نفسية بسيطة، ويظهر أن هذا اضطراب نفسي جسدي، أي أن شيئا من القلق بقي موجودا وأدى إلى هذه الأعراض، مثل: الشعور بالضبابية في الرؤية، والزغللة، وألم الرأس، وكل ما ذكرته من أعراض، خاصة ألم الصدر وضيق التنفس، هذه قطعا ناتجة من القلق النفسي الداخلي أو ما نسميه بالقلق المقنع.

القلق قد يكون اختفى ظاهريا، لكنه داخليا ظل موجودا، في حالة من الركود والسكون، لكنه يظهر في شكل أعراض جسدية، مثل النوع الذي تشتكي منه -أخي-، نحن حتى حين نصف الأدوية لا نقول أبدا إن الأدوية هي الوسيلة العلاجية الوحيدة، كلا، فالأدوية تساهم بنسبة تصل إلى 25 أو 30%، وبعد ذلك يأتي ما نسميه العلاجات المتعلقة بنمط الحياة، وهي تنقسم إلى علاجات سلوكية، علاجات دينية، علاجات اجتماعية، علاجات رياضية.

هذه -يا أخي- هي المهمة، وأنا أريدك أن تركز عليها، أنت -الحمد لله تعالى- تخلصت من الهلع الشديد، ومن القلق، وبقي لديك هذه الأعراض النفسية الجسدية، فاحرص على أن تعالجها من خلال نمط الحياة الإيجابية، ونمط الحياة الإيجابي يتطلب تجنب السهر، يتطلب ممارسة الرياضة، كذلك الابتعاد عن النوم النهاري، الحرص على التواصل الاجتماعي، الحرص على الواجبات الدينية، تطوير الذات هذا مهم جدا؛ وذلك من خلال تطبيق المهارات، وأن تضع لنفسك أهدافا في هذه الحياة، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك.

الانتظام في الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء لها عائد إيجابي جدا، ليس هنالك ما يمنع من أن تستعين بأحد مدربي الحياة، لكن يجب أن لا تدخل في برامج بعيدة الأمد، الأمر واضح جدا -يا أخي الكريم- يمكن أن تتحصل على بعض التوجيهات والإرشادات من خلال جلستين أو ثلاث وهذا يكفي، وبقية الأمر يمكن أنت أن تدرب نفسك على حياة إيجابية كما ذكرت لك.

وأنا لا أراك في حاجة لزيارة طبيب أعصاب أو دماغ، ليس هنالك علة عضوية أبدا، لكن دائما نحن نقول للناس: يجب أن يكون هنالك حرص على إجراء الفحوصات الدورية العامة، الإنسان يفحص كل ثلاثة أو أربعة أشهر ليتأكد من مستوى وظائف الكبد، ووظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى الدم وقوته، مستوى الأملاح، مستوى فيتامين ب12 وفيتامين (د)، هذه فحوصات بسيطة وغير مكلفة، وضرورية، هذا الذي أنصحك به.

أخي: أعرف أنك قلت إنك لا تريد أي علاج دوائي، وأنا أحترم رأيك جدا، لكن أريد أن أنبهك لشيء مهم جدا، وهو أن الدواء ولفترة قصيرة -دواء بسيط- يمكن أن يسهل عليك الدخول في البرامج التي تحدثنا عنها بسهولة أكثر، وبرغبة أكبر، مثل تناول عقار دوجماتيل -والذي يعرف باسم سلبرايد- بجرعة 50 مليجراما فقط مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوع، ثم تجعلها 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم 50 مليجراما صباحا لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله، هذا قد يكون علاجا جيدا للأعراض النفسوجسدية.

وهو سريع الفعالية، وفاعل وغير إدماني، فلماذا -يا أخي- لا تساعد نفسك من خلاله وتنخرط في برامجك العلاجية التي تحدثنا عنها سلفا؟

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك مرة أخرى على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات