أخاف من المستقبل وأكره أن يتحدث أحد عنه، فما علاج ذلك؟

0 36

السؤال

أنا فتاة شابة، وكنت أعاني منذ سنين من الاكتئاب والوسواس، وشفيت -لله الحمد- ومؤخرا بدأت ألاحظ نفس الأعراض، خصوصا بعدما عانيت من صدمتين نفسيتين، باءتا بالفشل، وكنت محطمة نفسيا، ثم تلتها حالة مرضية (التهاب أدخلني المستشفى لأيام)، ولا زلت بها.

هنا بدأت معاناتي مع الاكتئاب والوسواس، أخاف من الموت وكل شيء يتعلق به، أخاف من المستقبل وأكره جدا أن يتحدث البعض عن المستقبل، لأني لا أرى مستقبلا قط.

أخاف أن تأتيني نوبات هلع وأظل أبكي، وألاحظ نفسي في المرآة، أخاف أيضا من النوم، وأحاول مقاومته، لا آكل كثيرا، وفقدت الأمل في كل شيء، فقدت طعم الحياة، وأصبحت بلا معنى، وكل شيء أؤوله بنظرة سيئة تجاه الموت، أخاف من الأيام أو إذا صادفت رقما أؤوله لحدث معين قد يحصل، وأتساءل هل هذه آخرتي؟ هذه آخر وجبة لي؟ وإذا شفيت هل سأمرض مجددا؟

أخاف أن أنام وألا أستيقظ، ساعدوني أرجوكم، أنا أنفعل سريعا حينما يقول لي زوجي سنخرج من هنا لا تقلقي، كل هذا سيمضي -بعون الله- فأبدأ بتحريك رجلي قلقا، وأقول له: اسكت، هل تعلم الغيب؟ من أدراك؟ وتبدأ نوبة الهلع!

أصبحت أحب الانعزال، لا أرد على المكالمات الهاتفية، وأتساءل لماذا يتصلون؟ هل يودعونني أم ماذا؟ وأفكر في مدى تفاهة الحياة، وأدخل وأتصفح على الانترنت عن الموت وأعراضه، أو المرض، لم تعد لدي طاقة، ولا أمل.

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أختنا الفاضلة – عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أولا -أحمد الله تعالى- على أنك تعافيت في الماضي من الاكتئاب والوسواس، ولكن سؤالي هنا: هل تعافيت من خلال أخذ علاج للاكتئاب أو للوسواس، أو تم التعافي والشفاء طبيعيا؟ فهذا طبعا له فائدة في معرفة الخطوة التالية.

أختي الفاضلة: ليس غريبا أو مستبعدا أن تنتكس أعراض الاكتئاب أو الوسواس بين الحين والآخر، وخاصة مع صعوبات الحياة، سواء المادية أو المعنوية أو الأسرية.

أختي الفاضلة: لا يوجد في سؤالك ما يشير إلى الوسواس القهري، وإنما الذي أمامنا هي حالة من الاكتئاب السريري، والقلق من المستقبل، والذي قد يصل أحيانا لنوبات الهلع والفزع.

أختي الفاضلة: هناك نعمتان أنعم الله تعالى بهما علينا، النعمة الأولى: القدرة على التذكر، إلا أن كثيرا من الناس يسيئون التعامل مع هذه النعمة، فيتذكرون أمورا سلبية حصلت في الماضي، فيبدؤون بالمعاناة وإن كانت الأحداث قد مر عليها أشهر أو سنوات.

النعمة الثانية والتي ربما نسيء استخدامها، هي نعمة القدرة على التفكير في المستقبل، فنجد الناس قلقين على أمور في المستقبل، مع أنه -كما ورد في سؤالك – المستقبل ليس في أيدينا، ولكن الكثير أو أغلب الأمور التي نقلق عليها في المستقبل هي لا تحصل، وهذا واضح من حياة كثير من الناس والدراسات.

أختي الفاضلة: إن الذي يغلب عليك الآن من خلال ما ورد في سؤالك: الاكتئاب السريري، والذي هو واضح من خلال تراجع شهيتك للطعام، والبكاء، وتجنب الناس والعزلة، وصعوبات النوم، وفقدان طعم الحياة، والنظرة السلبية في تفسير الأمور، والعصبية والانفعال، والإحساس بتفاهة الحياة.

أختي الفاضلة: علي أن أنبهك هنا على ألا تصل هذه الأفكار إلى اليأس من هذه الحياة، والتفكير في إنهائها لا قدر الله، لذلك أنصحك – أختي الفاضلة – أن تناقشي الموضوع مع زوجك، وأن تراجعوا طبيبا نفسيا، سواء وأنت في المستشفى إذا كنت ما زلت في المستشفى بسبب الالتهاب، أو بعد خروجك من المستشفى إذا كنت قد خرجت – أن تراجعوا عيادة الطب النفسي؛ لأني أؤكد عليك على أهمية هذا، والنبي (ﷺ) يعلمنا بقوله: (تداووا عباد الله) فكما نحن مأمورون بالتداوي والعلاج للأمراض البدنية؛ فكذلك نحن مأمورون بعلاج الاضطرابات النفسية، ومنها الاكتئاب.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2248962 - 2411381 - 422261).

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات