ابنتي الكبيرة تكره أختها الأصغر منها والسبب غير معروف!

0 18

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة، وأم ثلاث بنات، كنا نعيش ضمن جو أسري رائع، بكل معنى الكلمة، إلى أن بدأت المشاكل بين ابنتي الكبيرة بعمر 18 سنة، وأختها بعمر 16 سنة.

السبب غير معروف إلى الآن، غير مشاكل تبادل الثياب من قبل ابنتي ذات 16 عاما من أختها الكبيرة، وترفض رفضا تاما إعطاءها أي نوع من الملابس، علما بأنهما محافظتان على النظافة الشخصية، وبدأت ابنتي الكبيرة تكره أختها كثيرا، وصلت معها لحد النفور منها، حتى عند مرورها من أمامها أو سماعها لصوتها.

علما بأن الكبرى تحب أختها الصغرى جدا، ومن كثرة المشاكل التي حصلت بينهما أن كل واحدة منهما أخذت غرفة في المنزل، ومنذ سنة لا تتكلمان مع بعضهما أبدا، وأصيبت ابنتي الكبيرة بالوسواس القهري منذ سنة أيضا، وإلى الآن نعالجها عند طبيب نفسي، ولا فائدة.

عالجتها بالعلاج المعرفي السلوكي عند مرشدة نفسية، ولا جدوى، وكانت تبكي كثيرا، ولا تعرف ما هو سبب تعاملها مع أختها بهذا الشكل، وتقول: إن أختي أفضل مني ولكني أكرهها كثيرا، لا أعرف، قد كنت أحبها، لماذا حصل معي ذلك؟

أنا حزينة جدا من أجلها، ولا أريد إزعاجها، وابنتي الثانية تتقبل أي تصرف من أختها الكبيرة بناء على طلب المرشدة النفسية، والطبيب قال: إن الحالة ستستمر فترة قليلة وستنتهي -إن شاء الله-، كما أنه يحصل لها تعرق شديد لدرجة البلل في الليل أحيانا، وأنا منزعجة جدا، وإلى الآن لم تستفد ابنتي من أي علاج، فأرجو إفادتي بالعلاج، وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الفاضلة: لا شك أن ما وصفته من الخلاف الشديد بين ابنتيك الكبرى والوسطى أمر مقلق لك بشكل كبير، وخاصة أنكم مع بناتكم الثلاث كنتم – كما وصفت – تعيشون في جو أسري رائع هادئ، إلا أنه منذ سنة حصل هذا الخلاف الشديد بين الأختين الكبرى والوسطى، ووصفت لنا هذا الخلاف أو الكراهية – كما ذكرت – بشكل جيد، فكان الله معك في تجاوز هذه المرحلة.

سيدتي الفاضلة: من الجيد أنك استشرت طبيبا نفسيا وتتابعين معه، وكذلك تتابعين في العلاج المعرفي السلوكي مع أخصائية نفسية، فهذا طيب – بارك الله فيك – يدل على وعي شديد.

ما لفت نظري أن ابنتك الكبرى حتى هي لا تدري لماذا تكره أختها الأصغر منها، بالرغم من أنها تقول عنها بأنها أفضل منها، وبأنها تحبها، أو كانت تحبها، ولكن شيئا ما حصل في نفسها، فأصبحت على هذه الدرجة من كره أختها ذات الستة عشر عاما.

أختي الفاضلة: إن عدم معرفة ابنتك لماذا تكره أختها وهي لا تريد الاستمرار على هذا جعلني أشك أصلا في التشخيص، هل هو حقيقة أو مجرد وسواس قهري أو أن هناك أمورا أخرى تفسر كره ابنتك لأختها الأصغر منها؟!

أنا أنصحكم بأن تعودوا إلى الطبيب النفسي لشرح هذا الموضوع، لعل التشخيص يكون غير الوسواس القهري، أو إذا رأيتم هناك أخذ رأي آخر، أي عرض الفتاة على طبيب نفسي آخر لنتأكد من التشخيص، فما وصفت من كره ابنتك الكبرى لأختها أمر غير مفسر في هذا الجو العائلي الجيد، وربما هناك أفكار ذهانية أو غيرها تتعلق بموقفها من أختها.

إذا أنصحك – أفضل من الاستمرار فيما أنتم عليه – بعرض الأمور على طبيب جديد لأخذ الرأي الثاني، لعلنا نعرف أسباب هذه العلاقة المتردية بين البنت الكبرى وأختها الأصغر منها.

داعيا الله تعالى لكم بالعافية والهدوء الأسري المريح، وبالشفاء والتعافي عند ابنتك الكبرى، وأن يلهمكم الله عز وجل الصبر والدعم لمتابعة هذا الطريق.

مواد ذات صلة

الاستشارات