السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرفت على امرأة مطلقة، لديها أربعة أطفال، منهم طفلة معاقة، ولا يعولها أحد من أهلها، أما أطفالها الأربعة، فأبوهم يرسل لهم مبلغا بسيطا لا يكاد يكفيهم أسبوعا، فعلمت بحالها وتقدمت للزواج منها، وأنا أعلم بكل ظروفها، وموافق على تحملها هي وأطفالها.
للأسف الشديد وجدت رفضا تاما من أبيها وإخوتها، ليس بعيب في -والحمد لله-، ولكنهم يرفضون تماما زواجها من أي أحد، ويخيرونها إما أن تعطي أطفالها لأبيهم -أبوهم رافض رفضا تاما أن يأخذهم- وإما أن تربيهم بدون زواج!
للعلم هي تتمنى من الله أن تتزوج لظروفها المادية والعاطفية، ولكن -للأسف- لم يشعر بها أحد من أهلها، فهل لنا مخرج للزواج بدون علم أهلها أم لا يوجد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب. نسأل الله أن يقدر لك الخير، ونشكر لك حرصك على إعانة هذه المرأة وقضاء حاجاتها، وهذا عمل صالح، نرجو لك فيه الخير والبر من الله تعالى.
وأما بشأن زواجها دون رضا أهلها؛ فإن زواجها جائز وإن لم يرض أهلها، ولكن لا تتولى العقد بنفسها، بل ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي، أي إلى المحكمة الشرعية، أو من يتولى العقود بتفويض من القاضي الشرعي، فيطلب من أهلها تزويجها، فإن أبوا زوجها؛ لأن النبي (ﷺ) يقول: (لا نكاح إلا بولي). وهذا رأي جمهور أهل العلم، أي أكثر الفقهاء وأكثر المذاهب الإسلامية.
وبالرجوع إلى المحكمة الشرعية يزول النزاع والخلاف، فلا يستطيع أحد أن يعترض على عقد الزواج، أو أن يبطله، أو أن يدعي بأنها أقامت علاقة غير شرعية، أو غير ذلك من المشكلات التي تتوقع فيما لو زوجت نفسها بنفسها، والرجوع إلى المحكمة الشرعية أمر سهل -إن شاء الله تعالى-، ولا سيما في البلاد التي أنت فيها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لكم الخير.
___________________
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي -المستشار التربوي والشرعي-،
وتليها إجابة د. أحمد المحمدي -المستشار التربوي والشرعي-.
___________________
أهلا بك في إسلام ويب، ونسأل الله أن يقضي لك الخير حيث كان، وأن يرزقك ما تريده من خير، إنه جواد كريم.
كما تفضل فضيلة الدكتور فإن الزواج صحيح متى ما أخذت بما ذكره من شروط، وهذا اجعله آخر الحلول، كما قالت العرب آخر الدواء الكي، ولكن استخدم كل وسيلة نافعة للزواج منها برضا أهلها، فإن هذا أفضل لك ولها على الزواج، ولصلة الرحم، فهي ابنتهم ولهم عليها حقوق، وبرهم واجب عليها، لذا نطرح عليك بعض الوسائل التي نرجو أن يكون في بعضها خير، وتخير أنت أعونها لك وأفضلها:
1- عادة ما يكون الرفض بسبب بعض الأعراف التي لا تستقيم وشرع الله تعالى، وعادة ما تتباين وجهات النظر بين الإخوة قوة وضعفا، فتخير -أخي- من بين أهلها من هو أقرب للتدين وأفهم وابدأ بمحاورته والاجتهاد في إقناعه، وبهذا سيلين الموقف -إن شاء الله-.
2- يمكنك توسيط بعض أهل الدين والحكمة ممن يحترمهم أهل تلك المرأة لإقناعهم بالعدول عن هذا الموقف، وتبيان الحكم الشرعي لهم من أن ابنتهم يمكنها الزواج بدون إذنهم؛ لأنها ثيب، فقد يردعهم هذا الموقف أو يخفف من تلك الحدة.
3- حديث المرأة نفسها إلى أهلها وخاصة والدها، فإن قلب الأب يظل دائما أرحم على ابنته وأرأف بها، ويمكنها أن تستعين بأقرب الإخوة إلى قلبها وأكثرهم تفهما لحاجتها.
4- يمكن أن تستعين بخطيب المسجد الذي يصلي فيها أهل الفتاة وتطلب منه الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام، وأن يشرح معنى (العضل)، هذا إذا كان الموضوع غير منتشر والخطيب عاقل ومحل احترام الجميع.
هذه -أخي- بعض الوسائل، ويمكنك أخذها أو غيرها، المهم أن تستنفذ كل وسيلة متاحة قبل الزواج بالطريقة المذكورة سابقا، افعل ذلك مع كثرة الدعاء لله عز وجل أن يشرح صدورهم، والله الموفق.