وجود خصل شعر في الطعام والبيت، هل تدل على حسد أم سحر؟

0 7

السؤال

السلام عليكم.

في شهر آب من العام الماضي، بدأنا نجد خصل شعر في الأكل، وغالب الأحيان تكون هذه الخصل طويلة، ولكن في أحيان أخرى تكون خصل الشعر قصيرة جدا؛ حيث نجد خصلة أو اثنتين في صحن الأرز، أو في صحن الحساء، حتى علبة العصير المختومة والمغلقة من المصنع، نجد فيها خصلة شعر، أو كيس الشيبس المغلق نجد فيه خصلة شعر.

ذهبنا لراق شرعي ملتزم، وتعجب من كلامنا، وقرأ على الماء، وقمنا برش البيت، وشربنا منه، وانقطع الشعر أسبوعا واحدا، ثم عاد من جديد، وصرنا نرى كتل الشعر في أرجاء المنزل، وخصلات الشعر في الطعام بين يوم وآخر، ثم ذهبنا لراق شرعي ثان، ملتزم، وقال: إن هذا بسبب العين والحسد، وقرأ القرآن على الماء، وقمنا برش البيت، وشربنا منه، وانقطع الشعر من الأكل، ولكن بقينا نراه في البيت، الآن، ومنذ أسبوع عاد الشعر في الأكل كل يومين أو ثلاثة؛ حيث نرى خصلة شعر في الطعام.

للعلم: المسألة ليست مسألة نظافة أبدا، داومنا طوال الشهور الماضية على قراءة سورة البقرة، والإخلاص، والمعوذات بشكل يومي، والآن قبل نصف ساعة وجدنا خصلة شعر في طعام العشاء، وكل يومين نجد خصلة شعر في الطعام.

أجهزتنا الكهربائية تتعطل باستمرار، وكل أفراد العائلة يمرضون بشكل يومي، وكلها أمراض خفيفة -والحمد لله-، لكن العبرة أننا لا ننقطع أبدا عن الطبيب والصيدليات، ونعيش في قلق وترقب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عملنا بخير حال، ورزقنا بخير حال -بفضل الله تعالى-، ولكن المال يذهب بسرعة، وكأنه لا بركة فيه، فهل ما نعانيه حسد وعين، أم أنه سحر؟

أرجو أن لا تهملوا الرسالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ظافر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، واطمئن -أخي- فنحن لا نهمل رسالة أي أخ مسلم تصل إلينا، إذا كانت عندنا القدرة على الإجابة والإعانة، ونسأل الله أن يقيك وأهلك شر كل ذي شر، إنه جواد كريم.

ما تحدثت عنه قد يكون سحرا، أو عينا أو ما شابه ذلك، وهنا ينبغي أن نقول لكم جميعا ما يلي:

أولا: السحر حقيقة واقعة، وقد قال تعالى: (واتبعوا ما تتلو الشياطين علىٰ ملك سليمان ۖ وما كفر سليمان ولٰكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ۚ وما يعلمان من أحد حتىٰ يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ۖ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ۚ وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ۚ ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ۚ ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ۚ ولبئس ما شروا به أنفسهم ۚ لو كانوا يعلمون)، فلا ينبغي تجاهله، كما لا ينبغي تضخميه.

ثانيا: اعلم -بارك الله فيك- أن الجن وإن كان مجتمعا، والساحر والسحر، والعين والعائن، والحسد والحاسد، كل هؤلاء سواء كانوا مجتمعين أو منفردين، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، ولا يمكلون من أمر أنفسهم شيئا، ولا يقدرون أن يفعلوا ما لم يأذن به الله.

كل هؤلاء يستخدمون الجن، وهو أضعف مما تتخيل؛ لأن الجن ليس له سلطان على المؤمنين كما أخبرنا ربنا، لكنه يقوى حين نضعف نحن له، ونبتعد عن الطريقة الصحيحة للتعامل معه، نؤكد لك -أخي- مرة ثانية أن الجن ضعيف، ولا سلطان له البتة على المؤمن، واستمع معنا إلى قول الشيطان في خطبته لأهل النار تدرك ذلك: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم } (إبراهيم:22).

هل انتبهت لقوله: (وما كان لي عليكم من سلطان)، أضف إلى ذلك قول الله تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا)، ساعتها تدرك ضعفه، وأن التضخيم في غير محله، وأن العبد المتصل بالله، المتحصن بالذكر لا يقدر الشيطان، ولا أعوانه، ولا السحرة كلهم على إلحاق أدنى ضرر به.

ثالثا: علاج هذا الأمر ميسور، ولكن يحتاج إلى شروط:
1- اليقين الجازم بالله تعالى.
2- البعد عن المعاصي، وخاصة الظاهرة في البيت، من: الأغاني، أو تعليق الصور، أو غيرها.
3- العمل الجماعي؛ بمعنى أن يكون ما نذكره لك بعد قليل منهج البيت كله.
4- الاستمرار والصبر على ذلك.

إذا توافرت هذه الأربعة، فثق أن هذا إلى زوال بأمر الله، وإليك العلاج:

1- قراءة الرقية الشرعية -وهي موجودة كاملة على موقعنا- على الماء، ورش هذا الماء في البيت كله، وعلى الأثاث الموجود، على الأقل كل أسبوع مرة.
واعلم أنه قد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الاسترقاء بـ "قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: لم يتعوذ الناس بمثلهن،" رواه مسلم.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين ونفث، (متفق عليه)، والنفث: النفخ.
وتعوذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمعوذتين لما سحره اليهود.
وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال لمن رقى بالفاتحة: "وما يدريك أنها رقية" رواه البخاري.

وعليه: فالرقية الشرعية من الكتاب والسنة هي النافعة -بإذن الله-، ونحن ننصحك بما يلي:
1- الرقية بهذه الآيات لكل البيت:
- سورة الفاتحة.
- آية الكرسي.
- سورة الإخلاص.
- المعوذتان.
- آخر آيتين في سورة البقرة.

مع إضافة بعض الآيات الأخرى، فقد ذكر ابن القيم أثرا في ذلك عن أبي حاتم، عن ليث بن أبي سليم، قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر -بإذن الله-، تقرأ في إناء فيه ماء، ثم يصب على رأس المسحور.

والآيات هي:
- قوله تعالى: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله، إن الله لا يصلح عمل المفسدين) [يونس81].
- وقوله: (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) [الأعراف 118إلى120].
- وقوله: (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) [طه69].

2- استخدام الماء المقروء عليه في الاغتسال، وكل فرد منكم يصب على رأسه منه.
3- المحافظة من أهل البيت كلهم على الصلاة في موعدها، وعلى الأذكار: (الصباحية، والمسائية، وأذكار النوم).
4- قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، أو على الأقل الاستماع إليها.

استمروا على ذلك، ولا تتوقفوا حتى وإن رأيتم تحسنا، استمروا على القراءة، والمحافظة على ذلك، حتى ينقطع هذا الأمر من جذوره -بإذن الله-.

نسأل الله أن يحفظكم، وأن يرعاكم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات