إدمان الإباحيات أفسد سمعتي وحياتي وسلط عليّ الناس، فكيف أستعيدهما؟

0 1

السؤال

كنت واقعا في الشهوة عندما كنت صغير السن جدا، كنت مدمنا على الإنترنت، واكتشفت العادة السرية، كنت أفعلها كل يوم منذ أن كنت في سن 11 حتى 16 سنة، كنت منكرا لها، ولكن لم أعرف حكمها، ولا أنها حرام، لم أكن أصلي في تلك الفترة، وهذا تسبب لي بحالة نفسية حادة، أدت بي إلى أن أتوهم أني مريض نفسي، دون أن أعرف أن الإباحية وراء هذه المشاعر الضيقة، التي ظلت تلازمني لمدة 4 سنوات من بكاء، وصراخ، وكسل، وتعب في كل شيء.

بعدها أمي أخذتني إلى طبيب نفسي، وشخص حالتي باضطراب نفسي مزمن، بعد ذلك أمي كانت قاسية بعض الشيء، فقامت بإخبار الناس أني معاق نفسيا، وأن عندي مرضا نفسيا، وفي نفس الوقت تكرههم في، وتقول لهم أنني مثل أبي شخص سيء ...إلخ.

حصلت مشاكل بيني وبينها في ذلك الوقت، وكنت مستمرا في مشاهدة الإباحية حتى عرفت ما هو إدمان الإباحية، وعندما قررت أن أبدأ التعافي لأول مرة، رأيت أن كل الأعراض التي كنت أشعر بها وأشتكي منها قلت بشكل كبير، وأصبحت أشعر ببالغ السعادة، وبشعور لا يمكن وصفه، لكن للأسف، سمعتي دمرت بين الناس والمجتمع وأقاربي، حتى صاروا يذكرونني ويعاملونني على أني شخص لا يفهم، وأني مريض نفسي، فشاع بين الناس هذا الأمر، ولم أستطع أن أخبرهم أن السبب هو الإباحية!

أمي تحكي عني بسوء لأي شخص، وهي وأختي كانتا تتحدثان عني بسوء، وعندما تبت إلى الله وبدأت أصلي، صارت تقول للناس إني أصلي الفجر، وتتفاخر بي أمام الناس، وتقول لهم إني ذو احتياجات خاصة، وهذا أزعجني بشكل كبير، ورأيت أنها شكل من أشكال الغيبة.

أسأل الله أن يبعدني عن كل شخص مؤذ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونؤكد لك أن اكتشاف الخلل هو النجاح الأساسي والقاعدة الأساسية في الوصول إلى العلاج والتصحيح، ونبشرك بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأيضا نبشرك بأن في الصيام فرصة لإكمال شرائط التوبة، والعودة إلى الله تبارك وتعالى.

إذا أصلحت ما بينك وبين الله، وتخليت عن تلك الممارسات القبيحة المرفوضة شرعا، فإن منزلتك سترتفع عند الله ثم عند الناس، فإن الإنسان إذا أقبل على الله بقلبه أقبل الله بقلوب الناس عليه، فأقبل على الله بقلبك وقالبك، واحرص على أن تكون مطيعا لله وراغبا له في الخلوات، واعلم أنك تصل إلى العافية عندما تمتنع عن تلك الممارسات السيئة، والخاطئة، وكلام الوالدة سيتغير، كما حصل لما بدأت تصلي الفجر، فاجتهد في السجود لله.

وإذا ذكرك الشيطان بما كان وبما حصل من الخلل، فجدد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وعامل عدونا بنقيض قصده، وأعلم أن الشيطان يحزن إذا تبنا، يندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا إلى ربنا، فاسجد لربك وتوجه إليه بإلحاح، واسأله تبارك وتعالى أن يعينك على بلوغ العافية.

كلام الناس لا تهتم به، واجعل همك إرضاء رب الناس، فرضا الناس غاية لا تدرك، وإذا اجتهد الإنسان في طاعة ربه، فإن الصورة تتغير، بل إن العظيم -سبحانه- ينادي جبريل إن الله يحب فلانا فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض، واستمع لقول ربنا: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمٰن ودا). نسأل الله أن يعينك على الخير.

فعلا سلوك سبيل الإباحية يوصل إلى ما أشرت إليه، وكل هذا ستبلغ معه العافية عندما تعود إلى التوبة، والعفاف، والطهر، والحرص على طاعة الله، نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

بالنسبة للوالدة: اطلب دعاءها، واقترب منها، ولا تقف مع المواقف التي تحصل منها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على بر والديك وصلة رحمك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر الترحيب بك في الموقع.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات