السؤال
السلام عليكم.
لما كنت بعمر 14 سنة، تعرفت إلى صديقات عبر الإنترنت، وكذبت عليهن في كل شيء يتعلق بي، وبهويتي وحياتي الشخصية، وكل شيء حرفيا! وببداية الأمر لم أكن أعرف بأنه لا يجوز، وأن هذا الشيء يحاسب عليه الإنسان.
ولما دخلت عمر 16 سنة، وتقربت إلى الله، وعرفت بأنه حرام، فاحترت في أمري! فقررت أن أقلع عن الذنب وأتوب بما أني عرفت خطئي، وبعدها بشهر تركتهن وكتبت لهن رسالة وداع، وكل شخص ذهب في طريقه.
هداني الله -والحمد لله-، لكني الآن قلقة، كيف أكفر عن ذنبي؟ وهل لا بد أن أعترف لهن؟ علما أني لا أملك الشجاعة للاعتراف، وهل أستطيع أن أكفر عن ذنبي بالدعاء لهن؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nothing حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة: الكذب ذنب قبيح، ولا بد من التوبة منه، خصوصا عندما يلحق الآخرين الضرر بسببه، أو يتسبب في حدوث فساد أو ظلم، لذلك تجب التوبة منه، والعودة إلى الله بتحقيق شروط التوبة الثلاثة، من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه، فإن فعلت ذلك مخلصة لله تعالى، تقبل الله توبتك وغفر ذنبك.
أختي الفاضلة: ليس شرطا لقبول التوبة إخبار الشخص بما كان، وشعورك بالندم دليل صدقك في التوبة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الندم توبة)، فلا يلزمك الاعتراف لمن كذبت عليه، خصوصا إذا كان هذا الاعتراف سيؤدي إلى فساد العلاقة بينكم، أو حدوث نظرة سلبية تجاهك يصعب تغييرها، أو انتشار ذلك عنك عند الآخرين.
أخيرا: أختي الفاضلة: ما دام أن هذا الفعل كان في سن صغيرة، فربما كان بسبب اندفاع الطفولة، وعدم معرفة أحكام الشرع، أو حبا في الظهور أو المزاح أو اللهو، أو لأنك كنت تريدين تأمين معلوماتك الشخصية على الانترنت؛ لذلك تكفيرك لهذا الذنب وغيره، يكون بالثبات على التوبة أولا، ثم بالمبادرة إلى فعل الصالحات، والإكثار من الطاعات، وكل ما يقربك إلى الله تعالى، ومن أعظم ما يكفر الذنوب الدعاء والاستغفار والتضرع لله تعالى بالقبول، مع ملازمة التوبة بشروطها.
وفقك الله وسددك لطلب الخير.