ما هي الصفات التي يرفض لأجلها الخاطب؟

0 36

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة قدر الله أن يتأخر زواجي، وتقدم لخطبتي رجل، حينما تحدثت معه وجدته كثير الكلام، عكسي تماما، ولم أرتح لكلامه المتواصل عن أفراد عائلته القريبة والبعيدة، وحتى أفراد عائلة صديقه! فما هي الصفات التي يجب أن أحذر منها؟ علما بأني أشتاق لبناء عائلة تخصني، وشروطي لبناء العائلة:
البيت الإسلامي الصالح، والأب القدوة، مع أنني أشارف على عمر 35 سنة!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كاميلية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينكم على بناء أسرة مستقرة سعيدة.

أرجو أن تعلمي بداية أن المرأة لن تجد رجلا بلا نقائص وعيوب، كما أن الرجل لا يمكن أن يجد امرأة بلا نقائص وعيوب، فنحن بشر رجالا ونساء، والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة، ولذلك أرجو أن تؤسسي حياتك الزوجية مع هذا الإنسان على محاولة التعرف إليه، وفهم نمط شخصيته، والقبول به بداية كما هو، مع تضخيم الإيجابيات، والثناء عليها، والاجتهاد في إيجاد قواسم مشتركة بينكما، وتوحيد الاهتمامات، ثم التعاون قبل ذلك وبعده على البر والتقوى، واستمرار النصح بينكما.

ونحب نؤكد أن العاقلة مثلك تترك آثارا وبصمات كبيرة على زوجها؛ لأن المرأة لها تأثير كبير عليه، وكذلك التأثير الأكبر أيضا على الأبناء، ونسأل الله أن يرزقكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه. ولذلك ليس من الصواب أن تحاول المرأة أن تجعل الرجل على نمط شخصيتها وطريقتها، وكذلك ليس من الصواب أن يحاول الرجل أن يبرمج المرأة كما يحب، لكن المهم أن نقبل بالشريك كما هو، ثم بعد ذلك ننمي الجوانب المشتركة، ونسعى إلى تفهم ذلك التميز والتباين الذي خلقه الله بين البشر.

ونحب أن ننبه إلى أن المرأة الذكية تحاول أن تعرف صفات زوجها، والأشياء التي يحبها، كما قالت المرأة الصالحة لزوجها: ما الذي تحب فآتيه، وما الذي تكره فأجتنبه؟

كذلك الرجل أيضا يسأل زوجته حتى يتعرف الأشياء التي تحبها من أجل أن يأتيها، والأشياء التي تضايقها ليتجنبها، وهذه قواعد أساسية في صنع السعادة الأسرية، ونعتقد أن الزمن جزء من الحل، ويساعد من خلال الأيام ومن خلال التعارف، فكلما مضت الأيام ازدادت أواصر العلاقة بين الزوج وزوجته.

نسأل الله أن يعينكم على تأسيس أسرة نموذجية، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات