السؤال
زوجي -الحمد لله- ميسور الحال، وهو مغترب ونحن معه، نحن نصرف بحرص قليلا، ومصاريفنا غالبا في الأساسيات.
زوجي يرسل شهريا مبلغا لأهله، وأنا أرى أنهم يصرفون أكثر منا ويوسعون على أنفسهم، مثلا: زوجي أرسل والده لأداء العمرة مع والدته ودفع تكاليف العمرة، ودفع 40 ألفا إضافية كمصاريف شخصية لهما في 20 يوما، ونحن هنا زوجي يستكثر شراء كرتون الدجاج، وينتظر نزول التخفيضات حتى يشتريها.
أنا ليس لدي مشكلة في أن نصرف في المعقول ونخرج المال للمحتاجين ولأهل زوجي، ولكن أشعر بالاستغلال، مثلا: في العام الماضي، كان زوجي يرسل مبلغا شهريا لأهله، وفي شهر مايو اشتكى الأب من ضيق الحال، وفي شهر يونيو اشترك في ربع أضحية.
الأب لديه أرضا كمصدر دخل له، ولديه معاش شهري، ومحل يأخذ منه إيجارا شهريا بسيطا.
هل حرام أن أقول لزوجي كل هذا، وأطلب منه أن يعطيهم على قدر حاجتهم أو يعطيني نفس الدخل الذي يعطيه لأهله؟ هل بهذا أكون أمنع المعونة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
فما ذكرته من فعل زوجك هو أمر ممدوح، بل وستجدين الخير فيه وإن لم يظهر ذلك لك اليوم؛ فالرزق -أختنا- ليس في المال وحسب، بل هناك رزق خفي لا ينتبه له البعض، وهو ما يدفعه الله عن الناس من الشرور والأمراض والمكاره، مما لا يعلمه إلا الله تعالى، فاطمئني لنفقة زوجك على أهله، واعلمي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : من سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه؛ رواه البخاري ومسلم. وذلك أن الله سبحانه يجازي العبد من جنس عمله؛ فمن وصل رحمه وصل الله تعالى أجله ورزقه وصلا حقيقيا.
ولهذا ينبغي ألا تعترضي على ما يفعله زوجك مع أهله، وثقي أن الله سيعوضك خيرا مما بذل؛ فإن النفقة في طاعة الله تعالى يخلفها الله تعالى للمنفق ويوسع رزقه بسببها، كما قال تعالى : (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) سبأ/39.
وقد رأينا -أختنا- من ضيق على أهله كيف أصابته الحاجة والفاقة والأمراض، وأصبح حاله يرثى له بعد ما كان مستور الحال، فأنت لا تدرين -أختنا- حكمة الله في ذلك، بل لعل الله فتح لكم باب الرزق هذا بسبب دعاء والديه له، وبسبب هذه الصلة الواجبة شرعا عليه.
اجتهدي -أختنا- أن تعيشي هذه المعاني الإيمانية، واجتهدي أن تدعمي زوجك في هذه النفقة الواجبة عليه تجاه أهله، وثقي أن الله الكريم سيخلف عليك وعليه، واعلمي أن الزوج الذي لا خير له في أهله لا خير له في زوجته.
نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يبارك في زوجك.
والله الموفق.