أنا حائرة بين الاستمرار في عملي أو تركه لرعاية أمي، انصحوني

0 24

السؤال

أنا فتاة مطلقة، ولدي طفل صغير، بعد انفصالي عدت للعيش مع أهلي، وقررت أن أكمل دراستي وأشتغل لتحسين وضعي، وكذا لانشغالي عن أفكار سلبية بسبب المكوث في المنزل، وبعد محاولات من العمل في أماكن مختلفة والحصول على عمل؛ أجد صعوبة في التوفيق ما بين المنزل والعمل، وأمي وأبي كبار في السن، وبالأخص أمي التي تعاني من أمراض في المفاصل؛ ما يسبب لها صعوبة في أعمال المنزل، وهكذا أبقى بين نارين: العمل، والمنزل ورعاية أمي.

هل من الأولى هنا ترك العمل والتفرغ لرعايتها لتجنب إهمالها، أو الوقوع في العقوق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظ والدتك، وأن يشفيها، وأن يحفظ ولدك، وأن يقيك شر كل ذي شر، وبعد:

لا شك -أختنا- أن من أعظم القربات إلى الله بر الوالدين؛ لا سيما في هذا الوقت الذي أصبحت فيه الوالدة غير قادرة على عمل البيت كما تفضلت، وأنت مطلوب منك شرعا برها على قدر استطاعتك، وهنا لا بد قبل الإجابة على سؤالك أن نسأل سؤالين:

أولا: هل العمل وفق الضوابط الشرعية التي ذكرها أهل العلم؟
ثانيا: ما مدى احتياجك للمال -وليس العمل- هل في الضرورات أم التحسينات، وهل ستتضررين وولدك ماديا إذا فقدت هذا العمل؟ وما مدى احتياج أمك لك، وهل هناك بديل يستطيع المساعدة كأخت أو أخ؟

فإذا كان العمل منضبطا وفق الشرع على ما ذكره أهل العلم ومنها:
- أن يكون العمل مناسبا لطبيعة المرأة متلائما مع تكوينها وخلقتها، كالتطبيب والتمريض والتدريس والخياطة، ونحو ذلك.
- أن يكون العمل في مجال نسائي خالص، لا اختلاط فيه بالرجال الأجانب عنها.
- أن تكون المرأة في عملها ملتزمة بالحجاب الشرعي.
- ألا يؤدي عملها إلى سفرها بلا محرم.
- ألا يكون في خروجها إلى العمل ارتكاب لمحرم، كالخلوة مع السائق، أو وضع الطيب بحيث يشمها أجنبي عنها.
- ألا يكون في ذلك تضييع لما هو أوجب عليها من رعاية بيتها.

هنا نقول:

- إن كان الاحتياج للمال غير ضروري وكانت حاجة الوالدة لمن يعاونها منحصرة فيك، فلا شك أن الأفضل ترك العمل وخدمة البيت مع الوالدة، ويمكنك استغلال وقت الفراغ في أي عمل منزلي كتدريس الطلاب، أو عمل ما تحسنينه من خلال البيت حتى لا تضرر الوالدة.

أما إذا كان الحاجة ضرورية للمال - وليس العمل- وهناك من يستطيع أن يسد مكانك كأخت أو خادمة حتى عودتك، فيمكنك هنا الموازنة بين الأمرين مع أخذ مشورة الوالدة في ذلك، والخروج بعدها إلى العمل وفق ما ذكرنا لك من ضوابط.

وأخيرا: ننصحك -أختنا- ألا تخرجي عن قول والدتك، أحسني إليها ولا تفعلي شيئا بدون رضاها، فإن هذا من البر المحمود، نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات