السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لي كامل الشرف أن أتواصل معكم، والله يجزيكم عنا كل خير.
سؤالي هو: أني امرأة متزوجة منذ ثمان سنوات، وقد تزوجت زواجا تقليديا مائة بالمائة، موظفة، وعندي بنت وولد، وزوجي غير موظف، ونحن نسكن مع أهل زوجي، والذين هم من أقاربي، والمشكلة هو زوجي الذي يعاني من العديد من الصفات التي لا تحتمل، فهو إنسان عصبي جدا، ولا يقبل الحوار خاصة معي، ولا يعطي الزوجة ولا الحياة الزوجية أي اهتمام، مدمن مخدرات، لا يصل رحمه إلا نادرا! غير مسؤول، فهو يعتمد على والده في النفقة علينا ويترك لوالده المجال بالتحكم في زوجته؛ ولهذا نفذ صبري، وذهبت لبيت أهلي، وطالبته بالتغيير، وإلا فالانفصال عن بعض، فكانت النتيجة هي تدخل والده، فقام بشتمي وإهانتي وإهانة عائلتي، وهم يحاولون القيام بإجراءات الطلاق.
فما موقفي أنا كزوجة من الناحية الشرعية من هذا كله؟ وللعلم فهو لا ينفق على أبنائه، فأنا التي أراعيهم، وأقف على كل الأمور الخاصة بهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحن أيضا في الموقع نشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يهدي زوجك ووالده والجميع لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.
ونتمنى أن تجعلي هدفك إصلاح هذا الزوج، واستبشري بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لئن يهدي الله بك رجلا -طبعا أو امرأة- خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان الرجل المقصود هو الزوج وهو أبا العيال؟! نسأل الله أن يهديه إلى الحق والخير والصواب.
وليس معنى هذا أننا نوافق على هذا الذي يحدث منه، فهذا الذي يحدث منه مخالف لأمر الله -تبارك وتعالى- ونتمنى أن يكون لك دور في الإصلاح والتصحيح، وتعطي نفسك فرصة، وإذا كان من الأقربين وبينكم عيال، فنحن نتمنى أن لا تستعجلوا في إجراءات الطلاق، وعليك أن تفعلي كل ما يجلب التهدئة لهذه الأمور حتى تعطي نفسك فرصة وتكرري محاولات الإصلاح.
ونتمنى من الأهل العقلاء والحكماء من الطرفين أن يتدخلوا حتى يتداركوا هذا الإشكال، ونتمنى أيضا من والد الزوج أن يقف مع الحق، وأن ينتبه للخلل الذي يحدث من ولده، والذي فهمناه أن الجد هو الذي يقوم أو والده هو الذي يقوم بالنفقة عليكم والقيام بالواجبات، وبالتالي هو كما قلت يحاول أن يتحكم، هذا ما لا نوافق عليه، لكن نتمنى أن تحسني إدارة هذا الإشكال، فأنت على الخير والحق، ولكن الإنسان حتى إذا كان الحق معه، فينبغي أن يدير مسألته بمنتهى الهدوء، وبمنتهى الحكمة، ولست أدري لماذا والده لا يتفهم هذا، ولماذا شتمك؟!
وأعتقد أن هذا الوالد أيضا يشعر بالإشكال الذي يحصل من ولده، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينكم على تجاوز هذه الصعاب، عليه نحن ننصحك أولا: بالدعاء له، ثانيا: بدعوته إلى الحق والخير والصواب، ثالثا: رعاية مصلحتك ومصلحة الأطفال، ولا بد أن تتخذي القرار الصحيح، ونحن نعتقد أن القرار الصحيح هو الذي تسبقه تأملات ومراجعات ومشاورات، والنظر في العواقب ومآلات الأمور ومصلحة الأبناء، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يرده إلى الحق ردا جميلا، وأن يتوب علينا جميعا لنتوب.
والله الموفق.