لا أجد خصوصيتي في بيتي عندما يزورنا أهل زوجي!

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا امرأة متزوجة، وأعيش في دولة أوروبية، مشكلتي هي أنه في كل شهرين إلى ثلاثة شهور، يقوم أهل زوجي بزيارتنا، ويبقون لمدة شهر، يعيشون معنا في نفس المنزل الذي تبلغ مساحته ٤٠ مترا، ولا أجد خصوصيتي في بيتي، وعلاقتي بزوجي تصبح سيئة بسبب عدم قدرتي على الجلوس معه، والقيام بحقوقه الزوجية لدرجة أننا نصبح مثل الإخوان، وأيضا بسبب تدخلات أهل زوجي بيني وبين زوجي.

زوجي رجل طيب الخلق ويحترم أمي، هل لي الحق في أن أمتنع أن يبيت أهله معنا، أو أن أصارحه بذلك؟ وإن كان لي الحق بأن أصارحه في هذا الأمر، كيف أفعل ذلك دون زعل؟ لأنه حساس جدا تجاه والديه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وإنا نحمد الله الذي رزقك الزوج الخلوق وأكرمك به، هذه نعمة عظيمة تضاف إلى أنعم كثيرة تفضل الله بها عليك، وتستوجب منك الشكر الدائم.

الأخت الفاضلة: بالطبع نحن نتفهم حديثك ورغبتك الطبيعية في أن يكون لك خصوصية مع زوجك، وندرك أن الخصوصية تكاد تكون منتفية تماما في هذه المساحة الضيقة من البيت، لكن العاقل -أختنا- لا يستبدل نعيما قائما بمجهول منتظر، فأنت تعلمين حساسية زوجك تجاه أهله، والحديث عن هذا الأمر محرج له وفي ذات الوقت لن يفهم -وهذا طبيعي- أن الأمر غير مرتبط بأهله، بل لابد أن يفهم ذلك، وهناك شيطان متربص بك وبه يريد أن ينقض بنيان هذا البيت على رأس من فيه؛ لذا يجب عليك -أختنا- التعامل بحذر في هذه النقطة ونقول لك: لو خيرت بين البقاء على هذا الوضع الذي يزوركم أهله أربع مرات في العام وبين المصارحة التي قد تجعل بينك وبينه حاجزا، فإن الاختيار الصحيح قطعا هو تحمل تلك الزيارات وإبقاء الود على ما هو عليه.

على أننا قد نوصل له رسائل بطريقة غير مباشرة، كأن تقولي له مثلا:

- كم أتمنى أن يكرمنا الله ببيت أوسع ليكون لوالديك غرفة مستقلة بهم يستشعرون فيها بالراحة أكثر،(هذه رسالة واضحة، وفي نفس الوقت مغلفة).

- هل يمكن إذا ما أتى الأهل أن نستأجر هذا الشهر بيتا أوسع بقليل حتى يرتاحوا أكثر،( وهذا يكون بصيغة الاقتراح، ويكون قبل أن يأتي الأهل بفترة أو بعد رحيلهم).

بهذا الأسلوب -أختنا- يمكن أن تكون الرسالة مهذبة وواضحة لكن إذا ما تبرم منها، فلا تكرري الطلب مرة أخرى، والأيام أختنا كفيلة بتغيير الحال.

وأخيرا: طيبي نفسا بهذا الزوج البار، وثقي أن الله سيكرمك به، فمن لا خير له في أهله لا خير له في زوجته.

نسأل الله أن يسعدكم، وأن يبارك فيكم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات