ساعدنا بعضنا فوجدت نفسي أفكر فيه كثيراً!

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا خريجة كلية هذا الترم، ورئيسة لجنة علمية في فريق تطوعي ليس فيه اختلاط، رئيس الفريق الأقدم كان محتاجا لمساعدتي في دورة له وساعدته، وهو ساعدني، وانتهى الأمر، لكن منذ فترة وجدت نفسي أفكر فيه كثيرا، أشغل نفسي وأذاكر، لكنه يأتي على بالي.

مرة نمت وحلمت أنه يريد أن يراني، ومرة أخرى أعطاني وردة حمراء، أحيانا أشاهد صفحته على الفيسبوك لأطمئن عليه، وسؤالي: هل هذا حرام أم حلال؟ لأنني خائفة أن أتعلق به.

السؤال الثاني: تلقيت رسالة منذ فترة، أشعر أنها منه، محتوى الرسالة أنه مهتم بي، ولكنه متردد، لم أرد أن أنشرها لأنني خائفة أن أفتح على قلبي باب فتنة، أفعاله تدل على أنه معجب، لكن لا أعرف هل هذا إحساسي أنا فقط أم ماذا؟ إذا كان حقيقيا، ماذا أفعل؟ هل أفتح الباب، أم هذا باب فتنة وأقفله؟

علما بأن آخر مرة تحدثنا فيها كانت بسبب التبرع لغزة، وهو تبرع لي بمبلغ بسيط، ردا على خدمة قدمتها له، حاليا سأتخرج -إن شاء الله-، وكل تفكيري في ما بعد التخرج والعمل والحياة الجديدة، لكن لا أعرف لماذا يأتي على بالي فجأة وأفكر فيه، وأحيانا أضحك عندما أتذكره.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

إننا نحمد الله أولا على تدينك، وعلى تحريك الحلال من الحرام، وعن الابتعاد عن الفتن، فلا خير في باب يجر إلى المعصية، ولا خير في تعلق يؤدي إلى الهاوية.

أختنا الكريمة: نحن نتفهم تماما طبيعة تلك المرحلة، وما تفرضه على الفتاة في مثل عمرك، من تطلعك لمشروع الزواج، ولكن الآفة أن الشيطان المتربص بالمسلمة الصالحة التقية النقية، لن يسلمها، وسيعمد إلى أمور:

1- تضخيم أي كلمة تقرأ أو تكتب بقصد أو بدون قصد؛ بغرض إشعال التفكير في الطرف الآخر.

2- الانشغال الفكري بالطرف الآخر، عن طريق التفكير في موقف عابر، أو متابعة أخباره (وقد وقعت في هذا الأمر، وهو لا شك باب شر وعليك إغلاقه).

3- إثارة عقلك وفكرك وعاطفتك ببعض صفاته الصالحة؛ لأن الشيطان مدرك أن المتدينة تحب المتدين أو تحب تلك الصفات في من سيكون زوجا لها، وهو يريد في هذه المرحلة إشغالها به لاستدراجها إلى ما حرم الله تعالى، وتلك خطوات الشيطان التي حذرنا الله منها، وكم وصلتنا رسائل من أخوات كن صالحات تقيات، لكن استدرجهن الشيطان من هذا الباب حتى وقعن فيما كان أبعد عن مخيلتهن أن يقعن فيه، ثم هانت على من كان بالأمس يتمنى كلمة منها، حتى توسلت إليه وتركها لآلامها وأوجاعها وتزوج غيرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لذلك أختنا نقول لك: أغلقي هذا الباب بالكلية، ولا تبحثي عنه، ولا تفتشي عن أخباره مطلقا؛ فهو غريب مثل أي غريب، وإن تقدم يوما للخطبة فعليكم البحث عن أخلاقه، والتأكد من ذلك قبل الموافقة، وكوني عزيزة النفس بالاحتماء بتدينك، وترك أمر الموافقة والاتفاق لأهلك، ولا تسمحي لنفسك النزول إلى مثل هذا الدرك الآسن من الأحاديث المحرمة.

أختنا الكريمة يعينك على الثبات على ما مر ذكره أمران:
أولا: المؤمنة تدرك جيدا أن من كتبه الله لها زوجا سيكون، وهي عزيزة في بيتها، محافظة على تدينها، فلا راد لقضاء الله، ولا معقب لحكمه، والله قد قدر زوجك قبل أن يخلق السمhوات والأرض بخمسين ألف سنة، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء ".

ثانيا: المؤمنة تدرك جيدا أن الخير والشر والحسن والقبح صفات لا نستطيع أن نحيط بها إحاطة تامة، فقد يتمنى المرء الشيء يراه خيرا وهو شر، وقد يرى الشر خيرا ولا يدري، وهذا بعض قول الله عز وجل: "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".

وعليه فالتسليم بأقدار الله هو الخير لا محالة، فاتركي عنك التفكير -أختنا الكريمة- ولا تسمحي للشيطان أن يتسلل إليك من هذا الباب، وقدر الله غالب لا محالة.

نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقك الزوج الصالح، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات