أم مخطوبتي تعيق زواجنا لأنها متعلقة بابنتها كثيرًا، فما نصيحتكم؟

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أحببت قريبتي وتقدمت إليها، لكن أمها رافضة للأمر تماما، وترى أن تقدمي لابنتها وبال نزل بها وبابنتها! وتبكي عندما يذكر أمر زواج ابنتها أمامها، بحجة أن الزواج يأتي بالتعب والآلام لابنتها.

أظن أنها كانت سببا في أن الفتاة لم تتزوج بعد، رغم وجود خاطب سابق، فالأم لم ترفضني، لكن من الواضح تعلقها المرضي بابنتها، فكيف أتعامل معها ليخف تعلقها وتقبلني؟ فأنا لا أريد أن أكون مصدر إزعاج لها، فهي خالتي، وهل هناك احتمالية أن تتدخل في شؤوننا الزوجية لاحقا -إن تم الأمر-؛ لدرجة تستدعي أن أترك الفتاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي خالتك للحق والخير والصواب، وأن يبصرها بمصلحة ابنتها، وأن يلهمها السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا يخفى على أمثالك أن الخالة أم، وأنها بأرفع المنازل، وبنت الخالة ممن يهمك أمرها، إذا وجد هذا الميل بينك وبينها فلا ننصح بالتخلي عنها، واحرص على أن تكمل هذا المشوار، واعلم أن هذا التعلق سيخف بعد الزواج، وبعد أن تستجيب الفتاة وتمضي معك في طريق الحب والمودة والرحمة، نسأل الله أن يجمع بينكما في الخير.

مسألة تدخل هذه الخالة بعد ذلك قطعا وارد، ولكن من أمثالك نسأل الله أن تكون من العقلاء الذين يستطيعون أن يديروا هذه الغيرة، وأن يديروا هذا التعلق بطريقة تخدم الأسرة، والأمر قد يكون مزعجا، ولكن طالما وجد الحب فإن التضحية مطلوبة من الطرفين، والعبرة برأي الفتاة وميلها، وإذا كانت الفتاة تميل إليك، وهي مناسبة لك، وتريدك زوجا لها؛ فأرجو ألا تتركها، لأنها بهذا الوضع إذا لم تقبل بك فلن تقبل بغيرك، وهذا سيكون وبالا على بنت الخالة، وهي ممن يهمك أمرها كما قلنا.

لذلك أرجو أن تكمل هذا المشوار، وتجتهد في التعامل مع الخالة، وهي أم لك -كما قلنا-، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ومثل هذه الأحوال تكون موجودة في البنت الوحيدة، والبنت الصغيرة، أو البنت المفيدة، أو البنت التي قضت فترة طويلة بينها وبين إخوانها مع أمها، هناك خلل في مسألة التربية ومسألة القرب الزائد من الأم، والخوف الزائد عليها يجعل هذا النمط موجودا، أو قد تكون الخالة صاحبة خبرات مثلا سلبية، أو لها صديقات حصلت لهن مواقف انعكست عليها.

على كل حال: نسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب، ونجد في أنفسنا ميلا إلى الوقوف مع هذه الفتاة، كما قلنا: إذا كانت تشاركك الميل والحب والقبول؛ وكانت مناسبة، فأسسا حياتكما على تقوى الله وطاعته.

نسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات