السؤال
السلام عليكم.
تكلمت مع صاحبي عن رجل بأنه -ما شاء الله- بصحة جيدة، ومهتم بها؛ كونه كبيرا في السن، وبعد ذلك بعدة أيام أصيب بتعب شديد، ودخل المستشفى، فهل أصبناه بالعين؟
مع العلم: أنه من عادتنا أن نذكر الله.
فهل من توجيه؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:
أولا: إن من حكمة الله تعالى أنه جعل للعين تأثيرا بإذنه سبحانه، وقد دل على ذلك القرآن، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فمن أدلة القرآن: قوله تعالى عن يعقوب -عليه السلام-: (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة)، وقال سبحانه: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا) رواه مسلم.
ثانيا: قد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي أمامه ما يتوجب على المسلم فعله إذا رأى ما يعجبه، وما يتوجب عليه إن وقع في هذا الأمر، فعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أنه قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط سهل، فأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقيل: يا رسول الله، هل لك في سهل بن حنيف؟ والله ما يرفع رأسه، فقال: هل تتهمون له أحدا؟ قالوا: نتهم عامر بن ربيعة، قال: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عامرا فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، ألا بركت، اغتسل له، فغسل عامر وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح سهل مع الناس ليس به بأسا).
فالأصل أن يبرك الإنسان أي أن يقول (بارك الله له، أو اللهم بارك) على كل ما رآه حسنا.
وأنت -أخي- قد ذكرت الله، ولكن حتى يطمئن قلبك: اغسل وجهك، ويديك، ومرفقيك، وركبتيك، وداخلة إزارك، أنت وصاحبك، واجعلها في قارورة نظيفة، وصب على المريض دون أن تخبره بشيء، ويمكن أن توحي إليه بأنه ماء به رقية؛ فإن كان الذي به من العين، فسوف يبرأ -إن شاء الله-، وإن كان غير ذلك، فما علم أحد بشيء.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.