نصيحة الزوجة لزوجها بعدم أخذ أموال أخواله لشراء الأسهم.

0 264

السؤال

السلام عليكم..

زوجي أخذ قرضا وأصبح يشتغل في الأسهم كعمل إضافي وبدأ بمبلغ بسيط فربى المال.

المشكلة الآن أنه بدأ بعض أقاربه يريدونه أن يشغل لهم أموالهم، أخذ مال 3 من أخواله، أحدهم زهقه وأعطاه المبلغ وكانت الأسهم خسرانه ودفع من مبلغه الخاص زيادة لكي يبين لأهله أن خاله كسب، وقام اثنان من أخواله بإعطائه فلوسهم ونزلت مرة كثيرا، والآن هو في ورطة، أنا عن نفسي بنت ناس وشبعانة، إذا أعطاني شكرته، وإذا ما أعطاني ما طلبته، ولكن أمه وأبوه وأخواته وإخوانه بعد كل هذه الخسارة يطلبون منه أن يروحوا ويأتوا، وهو كابت في قلبه ويعصب علي، فماذا أفعل؟

أريد منكم أن تنصحوني وتنصحوه، لأنني أريده يطلع على ردكم، ولأني نصحته أن لا يأخذ مال أخواله ولم يسمع كلامي، وهو الآن نادم في وقت لا ينفع الندم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ مينة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يكشف الكروب ويذهب الهموم.

فإن الأسهم لون من التجارة، والتجارة مهنة شريفة إذا تحرى أصحابها الحلال، وصدقو وبينوا، والتاجر الصدوق الأمين في أرفع الدرجات، ولكن تجارة الأسهم لابد فيها من مراجعة أهل العلم والفقه، فإن هذا الباب فيه الحلال والحرام والمختلط، واللقمة الحرام تدفع صاحبها إلى الآثام، وتعيقه عن طاعة الرحمن، وكل جسم نبت من سحت فأولى به النيران.

وليت القائمين على أمر تجارة الأسهم يتجنبون إلحاق الضرر بالبلاد والعباد، وذلك بأن يحولوا دون كل ارتفاع لا يسنده إنتاج، وليت دولنا الإسلامية تحكم مراقبتها لتجارة الأسهم، منعا للضرر والضرار، وحماية للصغار والكبار.

ونحن أيضا نتمنى لو أن هذا الزوج سمع كلامك، وحرص على أن يكون واضحا مع أخواله، فإن الأسهم فيها الربح والخسارة، ولا بأس من أن يعد الخاسرين بالوقوف إلى جانبهم، وهذا من باب صلة الرحم.

ومع كل ما حصل، فإنني أرجو عدم مناقشة هذا الزوج في الذي حصل، حتى لا يزداد غمه وحزنه، فإن الذي حصل بتقدير الله، ومن واجبنا الاجتهاد في تفادي تكرار الأخطاء، وذلك بمعالجة الجوانب السلبية، والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، كما أرجو أن تكوني عونا له على الإحسان إلى أمه وإخوته، ولن يضيع أجرك عند الله.

وقد أسعدتني قناعتك ورضاك عن زوجك، إن جاء بشيء أو لم يقدم لك شيء، وهكذا تكون بنات الكرام، فواصلي هذه الروح، وخففي على زوجك، فإن المال يغدو ويروح، وأحسن من قال:

وماالمال والأهلون إلا ودائع ** ولابد يوما أن ترد الودائع.

ولكن المهم هو المشاعر الطيبة، والمشاركة النبيلة في الحياة، فكوني لزوجك، ولا تكوني عليه، ولا تحاكميه على أخطاء الماضي فتنكدى عليه، وتكلمي بلغة (نحن أخطأنا ونحن فعلنا)، ولا تكثري الكلام في هذه القضايا، حتى لا يشعر أنك لا تحبين أهله، ويتدخل الشيطان.

والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات