أشعر بتأنيب ضمير لا يفارقني بعد طلاقي لزوجتي!

0 2

السؤال

السلام عليكم.

قمت بتطليق زوجتي السابقة بعد زواج دام ٢٠ عاما، بسبب طباع لم أستطع تحملها، مع العلم أنها كانت على خلق، ومن أصل طيب، وما زلت أكن لها الاحترام والمعزة، ولكن اختلاف الطباع زادت حدته مع الوقت، بالإضافة إلى مشاكل في العلاقة الحميمية، ولم تساعدني هي على إيجاد حل لها، فقررت أن أطلقها، وتزوجت من زميلة لي في العمل، وهي أرملة، كنا على علاقة بنية الزواج قبل طلاقي من زوجتي، وقرار طلاقي لم يكن بالكامل بسبب ظهور هذه الزميلة، فقد كنت أفكر في الطلاق منذ سنوات طويلة قبل أن أعرف زميلتي هذه.

الطلاق كان تسريحا بإحسان، وأعطيتها ١٠ أضعاف مؤخرها، وتركت لها شقة الزوجية كاملة لتعيش فيها مع بناتي الصغار، وأقوم شهريا بدفع مصروفات المعيشة لهم بما يكفيها هي وبناتي، ويزيد.

المشكلة: أني أشعر بتأنيب الضمير أحيانا لأنني قررت الطلاق، وترك بناتي الصغار (٤ سنوات، و ١٣ سنة)، وخصوصا أن ابنتي الصغيرة متعلقة بي بشدة، وكثيرا ما تتصل بي، وتطلب مني أن أعود لأعيش معهم في نفس البيت.

مع العلم أني قد استأجرت شقة تبعد عنهم مسافة قصيرة جدا، كما أنني أحضر البنات عندي، وأراهم، وأجلس معهم على الأقل ٣ مرات في الأسبوع، وأتصل بهم بشكل يومي، وأحافظ على وجودي معهم في أي أحداث تخصهم، وذلك لأن زوجتي الحالية تعمل بالخارج، وتتواجد في مصر لمدة أسبوع واحد من كل شهر، وفي هذه الفترة أكون دائما بجوار البنات.

أحيانا أفكر في الرجوع من أجل بناتي فقط، وأتنازل عن راحتي كزوج، في مقابل سعادة بناتي، ولكن زوجتي الحالية لن تقبل بذلك، وستطلب الطلاق، لذلك أنا لست مرتاحا في الحالين، وأشعر بالضيق، فبماذا تشيرون علي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ehab حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونحيي حرصك على إنصاف الزوجة الأولى، والوفاء لها، وقد أسعدنا اهتمامك بالبنيات، نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

نحن نميل إلى تهيئة الزوجة الجديدة إلى عودة العلاقة مع الزوجة الأولى، وخاصة إذا أخذنا في الاعتبار ظروف عملها، وغيابها الطويل خلال الشهر، نسأل الله أن يعينك على الوفاء لزوجتك الأولى، وحسن الرعاية للبنيات، وليس للزوجة أن تمنعك من إعادة الزوجة الأولى، وأرجو أن تعلم أنها لن تأكل إلا الرزق الذي كتبه الله تعالى لها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

نكرر لك الشكر على الوفاء للزوجة في النواحي المالية، وحسن الرعاية للبنيات، والقيام بالمصروف المالي بزيادة، وأنت تؤدي واجباتك على الوجه الأكمل، ونتمنى أن تتهيأ النفوس لعودة البيوت إلى وضعها الطبيعي؛ فالشريعة التي أباحت للرجل أن يتزوج مثنى، وثلاث، ورباع؛ هي الشريعة التي تريد العدل والخير، وتريد الإنصاف.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على أداء ما عليك من الناحية الشرعية تجاه الزوجة الأولى، وتجاه البنيات، وتجاه الزوجة الجديدة، وعلى الجميع أن يعلم أن حقوق الآخرين لا تنتقص من حقه، وأرزاقنا وأرزاق الآخرين كتبها الله ونحن في بطون أمهاتنا، وهذا الكون كله لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يعينك على الإنصاف والخير، وأن يجلب لك الأمان، والأمن، والطمأنينة، والراحة، وأن يسعدنا جميعا بطاعته.

مواد ذات صلة

الاستشارات