هل يمكن أن أدعو الله أن تكون الفتاة من نصيبي وقد تقدم لها غيري؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أحب فتاة تقدم لها شاب غيري، فهل يمكنني الدعاء بأن لا توافق عليه، وأن يجعلها من نصيبي؟ وأهل الفتاة موافقون عليه، وأخاف أن يضغطوا عليها لتوافق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ همام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك - أخي الكريم - في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن تكون بخير، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التقية النقية التي تسعدك في دنياك وآخرتك، وبعد:

إننا نرجو الله الكريم ألا يكون بينك وبين الفتاة تواصل ولو مجرد كلام، فإن هذا من المحرمات التي يبقى أثرها؛ فإن كنت وقعت في ذلك فلا بد أن تحدث لله توبة صادقة، وأن تعلم - يا أخي - أن الحلال لا يبنى قط على أساس وقواعد الحرام.

ثانيا: كن على يقين بأن أقدار الله ماضية، فمن قدرها الله لك زوجة ستكون لك، ومن لم يقدرها فوالله لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما صرت لها ولا صارت لك، وهذا يطمئنك؛ لأن أقدار الله لا تنفك عن حكمته، فإذا صرف الله عنك شيئا فاعلم يقينا أن الخير في الانصراف عن ذلك الشيء، وإن رزقك الله خيرا فاعلم يقينا أن الخير فيما قدره الله لك، والمؤمن ينبغي أن يكون راضيا بحكم الله تعالى؛ لإيمانه بحكمته جل ربي وعز.

ثالثا: ما ينبغي عليك أن تجعله نصب عينيك الآن هو الهدوء، فهدئ من روعك، فإن الأمر بيد الله، والكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراد، و{ما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما}، وهو القادر على كل شيء، والهدوء يجعلك تتخذ القرار الصحيح، ولا تتهور فتفسد أكثر مما تصلح.

رابعا: يجوز لك الدعاء بأن يقدر الله لك الخير، وأن يقدر الله لها الخير، وهذا أسلم لك ولها، وهذا ليس فيه اعتداء في الدعاء، فهذا خير من دعائك ألا توافق على ذلك الذي تقدم لها.

خامسا: اترك الأمور تسير على ما قدره الله دون تدخل منك، ولا تقف حائلا بين الفتاة وأهلها، بل عليك أن تتقي الله فورا، وأن تنسحب إن كنت على تواصل بها، فإن هذا من التخبيب المحرم.

سادسا: إن قدرها الله لهذا الآخر أن تكون زوجة له فابحث عن غيرها، ولعل الله قد ادخر لك من هي خير لك منها، وإن لم يوافق أهلها فتقدم إن كنت قادرا على الزواج ماديا، وإن لم تكن قادرا فتوقف، واستحضر قول الله تعالى : {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}

سابعا: يعينك على تجاوز ما أنت فيه:
- الإيمان بأقدار الله تعالى.
- البحث عن زوجة أخرى إن تم خطبة هذه الفتاة.
- كثرة الصيام مصداقا لقوله - عليه الصلاة والسلام - يا ‌معشر ‌الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.

هذا هو الطريق الآمن وغيره هو الهلاك والفساد والدمار، فاسلك طريق المعافاة تسلم.

نسأل الله أن يثبتك على الحق حتى تلقاه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات