هل لي أن أبحث عن زوج المستقبل في مواقع الإنترنت؟

0 477

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة في العشرين من عمري، من عائلة غير اجتماعية، بالإضافة إلى أنني أعيش مع إخوتي بلا أب أو أم، وأنا كغيري من الفتيات أحلم بالزواج من رجل صالح ذي مواصفات خاصة، فأنا أريد زوجا صالحا، وعلى درجة عالية من العلم والثقافة، وهذا يندر في محيطي، وأحس أنه من الصعب الحصول على ما أريد.

وأنا - والحمد لله - من الله علي بأنني لا أكلم الشباب، وليس لي اختلاط بهم، فهل في مثل ظروفي هذه حرام أن أبحث عن زوج صالح عن طريق المواقع الإسلامية للزواج فيرى وجهي، فإن قبلني قبلته؟

مع العلم أنني أريد فقط أن تتاح لي فرصة التعبير عن نفسي، وأن أجد من يقبلني وأقبله، ثم تتعارف العائلتان فيما بعد، مع العلم أن هناك أناسا جادين تماما في هذا الخصوص، ومادام أهلي سيعلمون فما المانع؟
أرجو أن تراعوا ظروفي عند إصدار حكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ الفقيرة إلى الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

فإن عدد الجادين في الباحثين عن الزواج عن طريق الإنترنت أقل من القليل، ولا تعطي تلك المراسلات والمكالمات والصور إلا بعض الحقيقة، ويختفي من ورائها الكثير، وخير للإنسان أن يبحث في محيطه ومعارفه، وليس من المصلحة استمرارك في عزلتك، فاقصدي مجالس الصالحات، وشاركي في حلقات القرآن والدراسات، واعلمي أن لكل واحدة منهن ابن يطلب صاحبة الدين، أو أخ ينشد بنت الأكرمين، وستجدين في بيئة الصالحات من تعوضك حنان الأمهات، وشفقة الجدات وصدق الأخوات.

وقد أسعدني أنك لا تخالطين الشباب، ولا تكلمين الرجال، وهذه هي مواصفات الفتاة التي يبحث عنها الأبطال، ويخطئ من ظن أن التبرج والاختلاط يجلب الناجحين من الأزواج، والمتبرجة قد تسمع كلمات الثناء، لكنها لا تختار لتكون أما للأبناء أو حارسة لبيوت الأتقياء، وغالبا ما يتزوجها رجل من السفهاء ليذيقها الويلات ويطاردها بشكوكه السوداء، حتى يحول حياتها إلى شقاء، وقد يسمعها كلمات التحقير والازدراء، وبأنه تزوجها ليسترها أمام الشرفاء.

وإذا تعذر عليكم الوصول إلى الشخص المناسب، فلا مانع من أن يقوم أهلك بعرضك على الشرفاء كما فعل الفاروق عمر مع ابنته حفصة رضي الله عنها، حين عرضها على أبي بكر وابن عفان، ثم فازت بالمبعوث من عدنان عليه صلاة ربنا المنان.

أما بالنسبة لإرسال الصور ففي النفس شيء، والعواقب لا تؤمن، ثم لماذا نلجأ إلى الصور والشريعة تبيح للخاطب الجاد أن يراها، فإن حصل الوفاق تزوجها، وإن كانت الأخرى أحسن الاعتذار، وشكر أهل الدار، وتمنى لفتاته الخير ولا عيب في ذلك، فإن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وكل أنثى جميلة بأنوثتها وحيائها وحجابها ودينها وأخلاقها، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، وكل امرأة سوف تنال ما قدره لها ربها، فاشغلي نفسك بالطاعات والصالحات، وأكثري من الصلاة والسلام على رسولنا الذي دلنا على الخيرات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات