السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في آخر فصل دراسي في كلية الطب، ويشهد الجميع بتفوقي ومدى حرصي على دراستي من زملائي والمعلمين، أرى نفسي غير جميلة بمعايير المجتمع، ولكن أعلم أن الله خلق كل شيء بقدر، وأنا راضية -الحمد لله-، وزملائي يقولون لي: أنت فتاة جريئة وشخصيتك قوية، وواثقة من نفسك كثيرا في تعاملاتك، وكان لنا معلم يدرسنا في الفصول العملية، وكلنا نتعامل معه بكل ود وحب واحترام، وهو كذلك، وأصبحنا من طلابه المفضلين، لأنه يقوم بمساعدتنا كثيرا، والجميع يشهد بمدى تدينه وحسن أخلاقه وتعاملاته الحسنة ومساعدته للجميع.
خلال 3 سنوات أصبح المعلم يعرفني لأنه يشهد بتفوقي، ولا يتأخر عني بأي مساعدة، وفي هذا العام شعرت بأنه معجب بي، كنت أرى نظراته وأشعر بأنه يتوتر عند رؤيتي وعند التحدث معي، وتعاملت معه حسب طبيعتي، ولا أخفيكم أني معجبة به، ولم يصدر مني أي أمر يشعره بهذا الإعجاب، ولكني عندما شعرت بتوتره أصبحت عندما أنظر إليه أجده ينظر لي فأدير عيني ووجهي، وتحولت جرأتي إلى خجل شديد، وشعرت أنه أحس بذلك، وهنا أدركت أني مخطئة، ورجعت لطبيعتي بعدها.
لاحظت منه بعض التجاهل أو الهروب، ولا أدري ما سبب ذلك، وعندما وقعت في مشكلة أثناء الامتحان لجأت له وتحدثت معه على الواتس اب لأخذ نصيحته -مثلما أفعل- فلم يرد، واستغربت كثيرا، وأصبحت الآن أشعر بشعور سيء، وأسأل نفسي أسئلة كثيرة، هل كنت متوهمة، هل كنت مخطئة، ولا أدري كيف أتعامل معه بعد ذلك؟ أفيدوني هل أخطأت في تعاملي معه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Meno حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:
إننا نحمد الله على تفوقك في دراستك، ونحمد الله على تدينك، ونحمد الله كذلك على وعيك وحرصك على طاعة الله تعالى، وهذه كلها أمارات خير، نسأل الله أن يزيدك من فضله .
أختنا الكريمة: إننا نتفهم حرص الفتاة في مثل عمرك على الزواج، ونتفهم كذلك ولع الشيطان بالإيقاع بالمتدينين خاصة، ونتفهم كذلك غفلة المتدين خاصة بحيل الشيطان في تضخيم بعض الأمور، أو تصويرها في غير محلها، وهو قد يفعل ذلك مع الفتاة ومع الشاب على حد سواء.
كل هذا قد يكون حدث معك، وقد يكون المحرك الأساسي لهذا هو الرغبة الداخلية، التي أردت اخفاءها في الارتباط بمثل هذا الأستاذ المتدين، وهنا تظهر فلتات في العين وفي اللسان، بعضها غير مقصود، لكن يستغلها الشيطان ليضخمها ويزيد من توهجها في النفس، حتى تعظم فيه، وهي غير حقيقية.
أختنا: إننا لا ننفي ولا نثبت، ولكن احذري ألاعيب الشيطان، فكم من فتاة كانت متفوقة في دراستها، فأصابها هذا السهم المفسد، فأضر بها وبتدينها وبدراستها، وأصبحت أثرا بعد عين، فاحذري -بارك الله فيك- من تلك الخطوات، واعلمي أن من قدره الله لك زوجا سيأتي في الوقت الذي حدده الله، وأنت محفوظة الكرامة مصانة الوجه، فلا تلتفتي لمثل هذه الظنون، ولا تستمعي لمثل تلك الخطرات، وحددي هدفك في إنهاء جامعتك وتخصصك، كي تنفعي أمتك ودينك، فلا شك أن هناك عشرات المرضى ينتظرون تفوقك وتخرجك، ونحن دائما ما نقول: إن من أعظم المهن وأشرفها هي مهنة الطب، خاصة إذا تولاها متدين يخشى الله ويطلب رضاه.
أما عن طريقة التعامل فإننا ننصحك بما يلي:
1- إخراج وسوسة الشيطان من نفسك، والاقتصار في معاملة الأستاذ على أنه مدرس وفقط، وعدم السماح بالاسترسال في الحديث أو خروجه عن سياقه.
2- لا تنظري إلى الأستاذ نظرة مغايرة عن بقية الأساتذة، واعلمي أن خطرات العين وفلتات اللسان موجودة ولها تأثير، فاحرصي على لفظك ونظراتك.
3- كوني على يقين بأن أقدار الله هي الخير لك، فلا تتعجلي العطاء قبل أوانه، فقد قيل: من تعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه.
4- لا تتحدثي في هذا الموضوع مع أي شخص كائنا من كان.
5- إذا حاول أحد ما الحديث معك عن الزواج أو أومأ بذلك، فأغلقي الباب فورا، ولا تدخلي نفسك في أتون صراعات عاطفية لست مستعدة اليوم لها، ومن أرادك عليه أن يذهب إلى دارك وإلى أبيك، ليقرر الأهل ساعتها القبول من العدم، وأنت مرفوعة الرأس محفوظة الكرامة .
نسأل الله أن يحفظك بحفظه، وأن يكتب أجرك، والله الموفق.