السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صديقتي متزوجة منذ ست سنوات، ومنذ بداية الزواج توجد مشاكل بينها وبين زوجها حول شخصيته وطبعه، تقول إن زوجها هادئ، ودائما يقول: حاضر، لأي شخص يحتاج شيئا حتى وهو تعبان، وخصوصا أخواته المتزوجات، في كثير من الأحيان يطلبن منه أشياء ليقوم بها لهن، ويوافق، رغم أن أزواجهن موجودون.
هي تتضايق جدا، وتشعر أن هذا استغلال، وتتضايق منه؛ لأنه يجب أن يتخذ موقفا، خصوصا أنها دائما تشعر أنهن لا يقدرن ما يفعله، هو يقول إنه يفعل ذلك لله وهؤلاء أخواته، ولكنها ترى أن الأمور إذا زادت عن حدها تصبح مشكلة.
وهي ترى أن زوجها ضعيف الشخصية؛ لأنه لا يستطيع أن يرفض لأخواته شيئا، وأحيانا أخوات زوجها يسمعونها وهي تصرخ، فهل هي مخطئة، أم ليس لها أن تتدخل؟ وهل هو في هذه الحالة يعتبر ضعيف الشخصية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Naglaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به:
من الطبيعي أن تحدث لهذا البيت كل هذه المشاكل، وإن لم ترتدع أختنا وتترك زوجها مع أخواته كما يشاء، فإن الأمر سيؤول إلى أحد احتمالين:
الأول: أن ينفصل عن أخواته وأهله، وستكون في عينه المتسببة بذلك، وساعتها لن تهنأ بعيش ولن تستقر بزواج.
الثاني: أن يفضل أخواته على زوجته، وفي هذه الحالة إما إنه سيطلقها، أو يتركها معلقة، أو تصير الحياة على بركان من الغضب.
الأخت الكريمة: إن علاقة الإخوة ببعضهم يجب ألا تتدخل فيها صاحبتك، وفعل الخير الذي يفعله لهن حتى وإن تنكرن له، فهو عند الله محفوظ، ثم هذا من صلة الرحم الذي يعود فضله على البيت وأهله، وأجر ذلك عند الله محفوظ، وإليك بعضا مما ورد في فضل صلة الرحم، حتى لا تربط صديقتك بين الإحسان إليهن وضعف الشخصية:
1- صلة الرحم من الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فلـيكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت" رواه البخاري.
2- صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر: فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه)، رواه البخاري.
وعن علي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه).
3- صلة الرحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه: عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال -:( الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله) رواه مسلم.
4- صلة الرحم من أسباب دخول الجنة: فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(يأيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).
وقد يدخل الشيطان إلى الإنسان من باب أن أهله لم يقدروا عمله، ولا صلته كما تقول صاحبتك، ساعتها ذكريها بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، رواه البخاري.
وفي الختام: انصحي صديقتك ألا تتدخل بين الإخوة حتى لو اشتكى لها منهن، فالواجب أن تنصحه أن يحتسب أجر مساعدتهن لله عز وجل، هذا هو الطريق لصلاح بيتها ولإرضاء ربها قبل ذلك.
والله الموفق.