علاج آثار الفراغ والعنوسة على البنت

0 538

السؤال

أريد معرفة حكم الشرع في أخت زوجي البالغة من العمر 40 سنة، متعلمة (طبيبة جلدية) ولكنها لا تعمل لأنها لا تريد أن تعمل، كما أنها غير متزوجة، وقد حولت حياة أهلها إلى جحيم! فهي تشاجرت مع كل معارفنا ولم يبق أحد إلا ويذكرها بالسوء بسبب ما فعلت معه، حتى أمها لم تسلم منها ومن لسانها السليط، وعندما تتشاجر معها تقول لها: يا خنزيرة! وقد حاول زوجي وإخوته تغييرها ولكن لم يستطيعوا، وعندما تتشاجر مع أهلها تنزع حجابها وتكثر الخروج من المنزل لكي يراها الناس ويتكلموا عنها وعن أهلها بالسوء، وعندما ترجع إلى رشدها تقول : (لا تتدخلوا بيني وبين ربي، على الإنسان أن يغلط ويكفر لكي يسامحه الله).

كما أنها كثيرا ما تكفر عند المشاجرات وتتفنن بالكفر والعياذ بالله، ناهيكم عن تدخلاتها في حياتنا وفي تربية أولادنا بتعليمهم مفاهيم إنسانية ودينية خاطئة، وكذلك تحثهم على عصيان أهلهم، فمرة نادى زوجي لابني فقالت: لا ترد على أبيك في وجودي ووجود أبيه، وعندما قلنا له: يجب أن ترد؛ لأن الله أمرنا بطاعة الوالدين قالت: (الله لم يأمرنا بطاعة الوالدين).

كما أنها تعلم أبنائي وأبناء أخ زوجي على كره بعضهم وعلى ضرب بعضهم البعض! مع العلم أننا نسكن في نفس المبنى، وكلنا نعيش في تفاهم؛ أنا وحماتي التي أحبها كثيرا وزوجة أخو زوجي وإخوة زوجي كلهم فأنا أعتبرهم أهلي.

أرجوكم أرجوكم، كيف نتعامل معها؟ وهل تعتبر ناشزا؟ كما أريد أن أضيف إلى أنها مرة قالت أنه لا وجود لله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:

الابنة الفاضلة/ نسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.

فلا شك أن هذه المرأة تعيش في أزمات فاحتملوها واصبروا على ما يحصل منها من المشكلات، ولا تجتمعوا على مخاصمتها، وافتحوا لرجوعها الأبواب، والتمسوا لها الأعذار، وساعدوها على طاعة الغفار، واعلموا أن المرأة إذا بلغت هذه السن ولم تتزوج ولم يكن لها عمل يشغلها، ولا أسرة تشعرها بالعطف والاهتمام فسوف تسعى لتكون مصدر إزعاج، فاختاروا الأوقات المناسبة لمناقشتها، ولا تجادلوها في وجود الأطفال، ولا تتفقوا على معاداتها أو الإهمال، فإذا اشتد أحد عليها فليشعرها الثاني بالشفقة والحنان.

ولا تحولوا بينها وبين من يطلبها بالحلال، وأعطوها منزلتها في التقدير والاحترام، فهي طبيبة، وامرأة كبيرة، ومن حقها أن تشعر بقيمتها عندكم، ثم انصحوها في لطف، وذكروها بأن تخليها عن الحجاب يضر سمعتها قبل أن يضر أهلها، وإن هذا العمل لا يليق بمثلها، فهي بنت الكرام، وصاحبة الدرجات العظام، وحاولوا محو الآثار السلبية على أطفالكم في هدوء ونظام، ولا أظن أن الأطفال يتأثروا بها كثيرا إذا وجدوا منكم العطف والاهتمام.

وأرجو أن تجتهدوا في الدعاء لها، فإن الله يجيب من دعاه، وشجعوا والدتها على الإحسان لها، والصبر عليها، والدعاء لها، فإن دعاء الوالدة أقرب للإجابة، ونحن نتمنى أن تجد الثناء على إيجابياتها، وتسمع الحديث عن جوانبها الحسنة قبل أن تسمع منكم النقد والجدال والنفور والخصام، ولا تتدخلوا بينها وبين ربها فإنه رحمن، وكونوا عونا لها على الشطيان، وتجنبوا ما يبغضها من التصرفات والكلام، وقابلوا إساءتها بالإحسان.

وأرجو أن يقدم لها النصح أحب الناس إليها من أرحامها، وذكروها بالجميل من أعمالها، ونسأل الله أن يصلح حالها.

مواد ذات صلة

الاستشارات