السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نفع الله بكم الإسلام والمسلمين.
أنا شاب، ومشكلتي عند التعامل مع الناس، وخصوصا عندما يكلمني أحدهم بلين الكلام يجعلني أتنازل عن حقوقي، وأنفذ ما يريده مني، فمثلا على سبيل المثال: قام أحد أصدقائي بسرقتي، وعندما اكتشفت أمره كلمني بلين الكلام وتخليت عن حقي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حتى لو كلمني أحدهم بلين الكلام وطلب مني الذهاب إلى مكان ذهبت وأنا أعلم أنه سوف يغدر بي، وأني سوف أقع في المشاكل، ولست بغبي، ولكن عندما يكلمني أحدهم بلين الكلام لا يمكنني أن أرفض.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يعينك على تجاوز الصعاب، وأن يهيأ لك رفقة صالحة تعينك على الخير وتنصح لك.
أول ما نوصي به هو أن يبحث الإنسان عن رفقه صادقة تذكره بالله إذا نسي، وتعينه على طاعة الله إن ذكر، وننصح أيضا بالاعتدال في التعامل مع الناس، فإن الإنسان ينبغي أن يحسن التعامل مع الناس، لكن ما ينبغي أن يكون ذلك على حساب دينه، أو على حساب مصالحه، وقد ذكر المغيرة بن شعبة عمر بن الخطاب فقال: (كان والله أفضل من أن يخدع، وأعقل من أن يخدع). وقال عمر - رضي الله عنه وأرضاه: (لست بالخب ولا يخدعني)، فالمؤمن يعامل الناس بالحسنى، لكن كل ذلك يكون محكوما بقواعد وضوابط هذا الشرع الحنيف.
فلا تجامل، ولا تتنازل أولا في أمر فيه معصية لله، ولا تجامل أو تتنازل في أمر فيه مضارة بك، ولا تنخدع لمن يريد أن يخدعك، فالإنسان ينبغي أن يزن الأمور، ويتعلم من تعامله مع الناس، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، وإذا كان الإنسان قد سرق منك أموالا فينبغي أن تصر على رد الأموال، فإذا رد الأموال إليك بعد ذلك لك أن تعطيه أو لا تعطيه، إن أردت أن تساعده.
أما أن يسكت الإنسان عن مثل هذه الأمور؛ فهذا من شأنه أن يجعل كل من حوله يطمع فيه ويستغل ضعفه، ويستغل تهاونه وطيبته كما يقول الناس، فإذا الاعتدال مطلوب، وحتى لو كلمك بلين الكلام فرد عليه بلين الكلام، أما أن تتنازل عن أموالك وحقوقك ومواقفك أو مصلحتك؛ لأن كلامه لين أو لأن كلامه طيب، هذا ما لا يمكن أن يقبل، وليس فيه مصلحة بالنسبة لك.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ومرة أخرى ندعوك إلى البحث عن إخوة ناصحين، يكونون عونا لك ويحمون ظهرك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.